رد رئيس جمهورية كوبا على تصريحات حكومة

الولايات المتحدة حول الأسلحة البيولوجية

 

قبل أيام ثلاثة بالكاد، تلبّس مساعد وزير العلاقات الخارجية الأمريكي، أوتو رايش، وهو رمزٌ أشهر من نار على علم، بأكذوبة مشينة بتأكيده أن أربع طائرات كوبية قد هبطت في الثاني عشر من تشرين نيسان/أبريل الماضي في العاصمة الفنزويلية بدون أن يعرف أحد "ما الذي كانت تفعله هناك، وماذا كانت تحمل على متنها، لا نعرف". يبدو بأن هذه هي بداية حملة على كوبا أو انتقاماً من الفشل ما فوق العادي الذي مني به الانقلاب الفاشي الذي وقف هو وراءه، أو للغايتين معاً.

بعدما تحدته وزارة العلاقات الخارجية الكوبية علناً يوم الثلاثاء السابع من أيار/مايو، شرحت وزارة الخارجية الأمريكية بأنه ليس لديها أي تأكيد وعبّرت عن رغبتها بعدم الحديث عن هذه القضية بعد.

فكرة تدمير كوبا، وهو هاجس عمره أكثر من 43 سنة، قادت سياسة الولايات المتحدة وما زالت تقودها في طريق أعوج مليء بالأكاذيب والأخطاء والإخفاقات والأغلاط. ربما كان ما تعلنه الولايات المتحدة للعالم اليوم وما تفعله مع كوبا يشكل أعمق تناقض محطِّ لأخلاقها في سياستها الخارجية. فلم يسبق للقوة العظمى أن وجدت نفسها أبداً أمام وضع بكل هذا الحرج، فلم تجد أمامها خياراً آخر غير الكذب والكذب والكذب. ومن أجل القيام بذلك ليسوا بقليلين الشخصيات الذين يشغلون مناصب عامة هامة ممن يفتقدون للحشمة، ولا المتحدثين الصحفيين المنهمكين الذين يجدون أنفسهم بحاجة دائمة ومريرة لوأد المظالم وتفسير ما لا تفسير له من تصريحات مسؤوليهم.

حتى رجلاً ككولين باول، وهو ابن مهاجرين جامايكيين، الذي بالرغم من تربيته العسكرية، أو ربما لهذا السبب بالذات، لا يعتبَر شخصية ميالة للحرب، إذ أنه يعرف الحرب وشاهد مئات الأشخاص يموتون، والذي وصل الأمر بكثيرين من الأمريكيين أن يعتبروه مرشحاً رئاسياً محتملاً، نراه مقحماً من قبل أولئك الرموز في ألاعيب قليلة الأخلاق وقليلة المجد. وهو يعرف أكثر من أي أحد كان قلة ما عندهم من خبرة وقلة قيمتهم الثقافية والسياسية.

من يمكنها أن تخدع شخصيةٌ جديدة مضطلعة في المناورة الشريرة المعادية لكوبا؟ إنه مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشأن لا يقل عن السيطرة على الأسلحة، وهو جون بولتون. إن ذكاء الشعب الكوبي يستحق قدراً أكبر بقليل من الاحترام. ما الذي يتم السعي إليه من وراء الإدعاء الذي أطلقه هذا الموظف ضد كوبا في مجمّع "هيريتاج"، المعروف جداً بمواقفه اليمينية المتطرفة؟

هذا التصريح، الذي يفترض بأنه مكرّس لتناول مخاطر الإرهاب التي تهدد الولايات المتحدة، يبدأ بالقول: "بالإضافة لسورية وليبيا هناك تهديد مصدره بلد آخر موقّع على المعاهدة المتعلقة بالأسلحة البيولوجية، وهو بلد يتواجد على مسافة تسعين ميلاً فقط عن أراضي الولايات المتحدة، وهو كوبا".

بعد نعوت معروفة وسفاهات مليئة بالحقد المعتاد عند أشخاص بالغي العجرفة، يضيف السيد بولتون أفضل ما في جعبته:

"نعرف بأن كوبا تعكف على التعاون مع دول أخرى ترعى الإرهاب.

لقد أدان كاسترو تكراراً الحرب على الإرهاب. ويواصل اعتبار الإرهاب تكتيكاً مشروعاً لنيل الأهداف الثورية. قام كاسترو في العام الماضي بزيارة كل إيران وسرية وليبيا، وجميعها مدرجة في ذات قائمة الدول التي ترعى الإرهاب. وفي جامعة طهران، كانت كلماته هي التالية: ‘إذا ما تعاونت إيران وكوبا فيما بينهما، يمكنهما أن تُركعا الولايات المتحدة. فنظام الولايات المتحدة هو نظام ضعيف، ونحن نرى هذا الضعف عن كثب".

"جرت العادة على التقليل من أهمية تهديد كوبا لأمننا. ففي تقرير رسمي لحكومة الولايات المتحدة صدر في عام 1998 تم التوصل إلى الاستنتاج بأن كوبا لا تمثل تهديداً عسكرياً كبيراً بالنسبة للولايات المتحدة أو للمنطقة. ولم يبلغ أقصى حدود القول إلا ذكر التقرير بأن ‘كوبا تتمتع بقدرة محدودة للقيام ببعض النشاطات العسكرية والتجسسية التي يمكنها أن تنطوي على تهديد للمواطنين الأمريكيين في ظرف ما‘".

وبحث السيد بولتون مباشرة عن رقعة للتغطية على الواقع المثير للشبهة، بقوله أنه لم يخطر أبداً على بال أي موظف رسمي أمريكي إطلاق مثل هذا الاتهام الأخرق لكوبا. يحمّل مسؤولية هذا الضعف لوليام كوهين، الذي كان قبل أربع سنوات، حين صدر التقرير محل انتقاده، وزيراً للدفاع في حكومة الولايات المتحدة. ولم يذكر بولتون في شيء أنه هو نفسه، في خطاب ألقاه مؤتمر أطراف معاهدة الأسلحة البيولوجية في جنيف، قبل ذلك الموعد بخمسة أشهر وأسبوعين بالكاد، في 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2001، والذي ذكر فيه بلداناً عدة تبعث القلق عنده بصفتها منتجة كبيرة للأسلحة البيولوجية، لم يذكر اسم كوبا على الإطلاق. ما هو مردّ هذا التغير المفاجئ وغير المعهود؟

وتنتهي الرواية التي سردها السيد بولتون في السادس من أيار/مايو إلى القول: "لقد حافظت كوبا على مدى أربعة عقود من الزمن على صناعة بيولوجية طبية بالغة التطور والحداثة، دعمها الاتحاد السوفييتي حتى عام 1992. وتشكل هذه الصناعة واحدة من أحدثها في أمريكا اللاتينية وتسير في الطليعة في مجال صنع المنتجات الصيدلية والحقن التي تباع في كل العالم. منذ مدة من الزمن ويضع محلّلون وفارّون كوبيون موضع شك الغاية المنشودة من النشاطات التي تقوم بها هذه المنشآت البيولوجية الطبية.

وهذا هو ما نعرفه. تعتبر الولايات المتحدة بأن كوبا تقوم بتنفيذ ما لا يقل عن نشاط هجومي محدود واحد في مجال البحث وتطوير الحرب البيولوجية. لقد وفّرت كوبا تكنولوجيا ذات استخدام مزدوج لدول أخرى مرتدة. يبعث القلق عندنا إمكان تشكيل هذه التكنولوجيا دعماً لبرامج أسلحة بيولوجية في هذه الدول. ندعو كوبا إلى وقف كل تعاون يطبَّق على الأسلحة البيولوجية مع البلدان المرتدة وأن تحترم بشكل كامل جميع التزاماتها المقطوعة بموجب المعاهدة حول الأسلحة البيولوجية".

حققت سلسلة الأكاذيب الأولمبية التي أطلقها السيد بولتون فوراً الصدى الذي سعت إليه في الصحافة الدولية.

"واشنطن، 6 أيار/مايو (ANSA). أتهم مساعد وزير الخارجية، جون بولتون، كوبا بأنها تقوم بمساعدة ‘حكومات معادية في تطوير برامج أسلحة بيولوجية".

وقال بولتون: ‘لدى كوبا برنامج أسلحة بيولوجية وهجومية واحد على الأقل ويحتمل أمر قيامها بتحويل تطورها إلى بلدان أخرى معادية للولايات المتحدة‘.

وقد تحدث مساعد الوزير بولتون أمام مجمّع هيريتاج، وهو إحدى المجموعات المحافظة المتطرفة في واشنطن".

"واشنطن، 6 أيار/مايو (DPA). اتهمت الولايات المتحدة اليوم كوبا بتطوير أسلحة بيولوجية هجومية وبنقل معارفها حول هذه الأسلحة إلى بلدان معادية للولايات المتحدة، ودعت حكومة الرئيس فيدل كاسترو إلى وقف هذا التعاون".

"واشنطن، 6 أيار/مايو (رويترز). اتهمت الولايات المتحدة ثلاثة بلدان أخرى –كوبا وليبيا وسورية- بمحاولة تطوير أسلحة دمار شامل ونبهت إلى أن من شأنها أن تتحرك لمنعها من تزويد مجموعات إرهابية بهذه الأسلحة".

وقالت: ‘إن البلدان التي ترعى الإرهاب وتسعى للحصول على أسلحة دمار شامل يجب أن تتوقف. الدول التي تتخلى عن الإرهاب وعن أسلحة الدمار الشامل يمكنها أن تتحول إلى جزء من جهدنا؛ أما التي لا تفعل ذلك، فيمكنها أن تتوقّع تحولها إلى أهداف لنا‘".

"واشنطن، 6 أيار/مايو (ا.ف.ا). أضافت الولايات المتحدة اليوم كلاً من كوبا وليبيا وسورية إلى قائمة البلدان التي تشكل "محور الشر" المكرس لإنتاج أسلحة الدمار الشامل، ونبهت إلى أنها ستتخذ إجراءات لمنع تزويد منظمات إرهابية بهذه الأسلحة".

"واشنطن، 6 أيار/مايو (Notimex). أدرجت الولايات المتحدة كوبا في ما يسمى ‘محور الشر‘ لاعتبارها بأن لديها قدرة على تطوير أسلحة بيولوجية تشكل تهديداً لأمنها أكبر من التهديد الذي يشكله كل من العراق وإيران وكوريا الشمالية".

"واشنطن، 6 أيار/مايو (و.ص.ف). حذرت الولايات المتحدة كوبا هذا الاثنين من أي نشر للأسلحة البيولوجية، داعية حكومة الجزيرة إلى وقف كل نوع من أنواع التزويد بالمعدات البيوتكنولوجية لبلدان تعتبرها واشنطن خطيرة ضمنياً كالعراق وليبيا".

من شأن سرد قائمة المقالات والبرقيات الصحافية حول هذا الموضوع ونقلها ألا ينتهي.

لقد أُنجزت المهمة! فقد تم إبلاغ كل العالم وأصبح هذا في ظروف تسمح له بأن يعرف، وخاصة الرأي العام الأمريكي، الذي يهطل عليه وابل كثيف من الأكاذيب الغادرة، بأن كوبا هي قوة بيولوجية، ولديها برنامجاً لإنتاج مثل هذه الأسلحة وتشكل خطراً على الولايات المتحدة. وبما أن من يقول ذلك هو مساعد وزير الخارجية للسيطرة على الأسلحة والأمن الدولي رفيع المقام، جون بولتون، فيجب تصديقه.

غير أن هناك قولاً قديماً يقول بأن كشف أمر الكذاب هو أسرع من كشف الأعرج. في الولايات المتحدة نفسها يعرب بعضهم عن دهشته وبدأ يشاهد اللعبة بين السطور.

"واشنطن، 7 أيار/مايو (Notimex). رفضت الولايات المتحدة اليوم تقديم أدلة تؤكد أنها بحوزتها تدعم ما وجهته من اتهامات لكوبا ومفادها أن الجزيرة تتمتع بقدرة محدودة على تطوير أسلحة كيماوية وبيولوجية.

في البيت الأبيض، في وزارة الخارجية، أكد المتحدثان باسم كلا المؤسستين بأن الاتهام الموجه لكوبا لا يقوم على أساس افتراضات وإنما على أساس معلومات سرية حول القدرة البيولوجية والكيماوية التي تتمتع بها الصناعة الصيدلية الكوبية.

لقد أدهش هذا الاتهام ليس الأسرة الدولية فقط، وإنما حتى نفس أعضاء الكونغرس الأمريكي، الذي كان يرى بأنه مع اندثار الاتحاد السوفييتي، كفّت كوبا عن تشكيل تهديد للولايات المتحدة.

‘لقد فاجأني ما قاله مساعد وزير الخارجية بولتون، فقد كنا نعلم بأن كوبا تستطيع بصناعتها الصيدلية أن تنتج أسلحة (كيماوية وبيولوجية) وليس أنها تقوم بذلك بالفعل‘، هذا ما قاله السيناتور الديمقراطي عن فلوريدا، بوب غراهام.

وأضاف السيناتور الديمقراطي بأن بولتون قد تواجد عدة مرات في لجنة التجسس التابعة لمجلس الشيوخ من أجل التحدث عن التهديدات الإرهابية التي تواجهها الولايات المتحدة، ولكنه لم يكن قد أدرج كوبا حتى الآن ضمنها.

أما المتحدث باسم وزارة الخارجية، ريتشارد بوشير، فقال: ‘أخشى القول بأنني لست في الموقع الذي يسمح لي بتقديم مزيد من التفاصيل، فكما تعرفون المعلومات المتوفرة لدينا عن هذه القضايا هي معلومات حساسة جداً إلى حد ما‘.

وأشار مراقبون سياسيون إلى أن الاتهام الموجّه للجزيرة من قبل إدارة الرئيس جورج و. بوش يمكنها أن تكون جزءاً من استراتيجية يتبعها البيت الأبيض سعياً لإيجاد تبرير لتشديد سياسة العزلة المتبعة تجاه كوبا.

ويأتي التصريح بأن من شأن كوبا أن تشكل تهديداً إرهابياً لأمن الولايات المتحدة في لحظات يجري فيها في الكابيتول مناقشة اقتراحات عدة لجعل سياسة واشنطن تجاه كوبا مرنة.

غير أن محللين سياسيين يؤكدون أنه أمام هذا الاحتمال، ومع الأخذ بعين الاعتبار بأن شقيقه جيب سيسعى هذه السنة لإعادة انتخابه حاكماً لفلوريدا، يريد الرئيس بوش كسب تأييد المهاجرين الكوبيين.

حيال واقع أن أكثر من أربعة عقود من الحظر الاقتصادي على كوبا لم تنفع لخلع فيدل كاسترو من السلطة في هافانا، فإن الأغلبية الساحقة فقط من الجالية الكوبية في الولايات المتحدة هي التي تسعي لإدامة وتشديد سياسة العزلة هذه.

من شأن إدراج كوبا كعضو في ما يسمى ‘محور الشر‘ وعلى رأسه العراق وإيران وكوريا الشمالية، أن يسهّل على بوش أمر الحصول على الدعم في الكونغرس لتشديد الخنق الاقتصادي الذي تخضع له الجزيرة بدلاً من إضعافه".

"واشنطن، 6 أيار/مايو (أ.ب). ‘أعتقد بأنه سيتأخر أمر القيام بخطوات جديدة باتجاه الانفتاح التجاري‘، هذا ما قاله غراهام، رئيس اللجنة المختارة للتجسس التابعة لمجلس الشيوخ. ‘ستتضرر بشكل خاص الخطوات التي يتم القيام بها من جانب واحد‘.

غير أن غراهام أبدى دهشته حيال ما كشف عنه بولتون. وقال بأنه في شهر آذار/مارس الماضي عقدت اللجنة التي يرأسها جلسة سرية حول الشؤون الأمنية ولم تشِر الإدارة إلى قضية الأسلحة البيولوجية".

في السابع من أيار/مايو، وعندما سأل أحد الصحافيين المتحدث باسم البيت الأبيض، أري فليتشر: "هل يوجد دليل أم أن الأمر يتعلق بمجرد تكهن أمريكي؟"، أجابه هذا: "لا، لا يتعلق الأمر بتكهن. أؤكد لكم بأنه ما كان لمساعد الوزير بولتون أن يصرح بما صرّح به لو لم يكن عنده أسباباً ودوافع ووقائع كبيرة لذلك. إن هذا يقوم على أساس تحليل عميق ومعلومات متوفرة ودرستها حكومة الولايات المتحدة".

إنه الجواب التقليدي عند أحد ليس عنده أي أساس أو مرتكز. الشيء الوحيد الذي تمت دراسته هو الكذب والخداع. إنه مؤسف الدور الذي يقوم به هذا المتحدث. بالإضافة لذلك، لماذا يجب تصديق السيد بولتون؟ لن تبعث هذه الأكذوبة الشريرة شيئاً من الغرابة عند كل من يتذكر الذرائع الخمسة عشر التي أعدتها السلطات الأمريكية العليا في نهايات عام 1961 لكي تشن في عام 1962 هجوماً عسكرياً مباشراً على كوبا، وهي ذرائع أصبحت معروفة اليوم من الوثائق الرسمية التي تمت إزالة الطابع السري عنها. ما علينا أن نطالب به هو الأدلة. فليقدّم أدنى دليل عنده! لا هي عنده ولن تكون بحوزته، ولا يمكنه أن يحوز عليها، لأنه لا وجود لها ولا يمكن وجودها. كما أنه ليس عنده ذرة واحدة من الحقيقة، وليس عليه أن يتذرع بالحساسية المزعومة للمصادر. إنها خدعة قديمة جداً وحجة بالغة الغباء، ولا تنفع إلا لإثبات قلة اعتباره للشعب الأمريكي واستخفافه به.

بل وأنني أؤكد شيئاً آخر: لو كان أحد العلماء الكوبيين التابعين لأي من مؤسساتنا البيوتكنولوجية يتعاون مع أي بلد في تطوير أسلحة بيولوجية، أو قام بذلك بصفة شخصية، لتم إخضاعه فوراً للمحاكم القضائية كونه يرتكب بذلك عملاً خائناً للبلاد.

قانون مكافحة العمال الإرهاب الذي أقرته الجمعية الوطنية الكوبية ينص في مادته العاشرة: "يعاقَب من يصنع أو يسهّل أو يبيع أو ينقل أو يرسل أو يدخل إلى البلاد أو يكون بحوزته، بأي شكل أو أي مكان […] عناصر كيماوية أو بيولوجية، أو أي عنصر آخر يمكن أن ينمّ عن بحثه أو تصميمه أو مركباته منتجات من النوع المذكور" بالسجن من 10 إلى 30 سنة أو بالسجن المؤبد أو بحكم الإعدام".

يتعلق الأمر بأكذوبة مطلقة في الحقيقة، بضربة ماكرة لصفقة بيع مواد غذائية لكوبا تمت الموافقة عليها في قانون يعود إلى عام 2000، وتعرض في وقت لاحق للعديد من التعديلات والإصلاحات التي أدخلها المؤيدون للحصار المتشددون، فجعلوه غير قابل للتطبيق تقريباً، بعدما تم إقراره رغم كل شيء. يتم السعي أيضاً لخداع وإحباط إرادة عدد متزايد من المواطنين الأمريكيين الذين يبعث قدراً أكبر من الاشمئزاز عندهم يوماً بعد يوم الإجراء القاسي واللاإنساني بحق الشعب الكوبي، الأمر الذي يتصادم مع فكر وأخلاق أمة تم خداعها في الحقيقة على مدى عشرات السنين فيما يتعلق بكوبا.

الأمر الوحيد الصادق في أكذوبة بولتون هو المعلومة الجغرافية بأن كوبا تقع على مسافة 90 ميلاً عن أراضي الولايات المتحدة.

إنه لأمر كاذب كلياً ومحلاً للتلاعب أيضاً القول أن بلدنا قد أدان تكراراً حرب الولايات المتحدة على الإرهاب. لقد قلت، وأنا على قولي، بأنه لن يتم حل هذه الآفة عبر الحرب، التي لا جدوى منها إلا في خلق الأحقاد والأهواء التعصبية، وإنما عبر التعاون الصادق والحازم بين جميع بلدان العالم، وخلق ثقافة حقيقية ووعي كونيين ضد الإرهاب. كنا أول من اقترح هذا الشكل من أشكال التعاون، وذلك في ذات اليوم الذي وقعت في المأساة في نيويورك.

يشكل بدعة تشهيرية، صنيعة الكذب والخداع، التأكيد بأن كاسترو يعتبر الإرهاب تكتيكاً مشروعاً لتحقيق الأهداف الثورية، لأن حركتنا الثورية، كما يعرف الجميع، لم تمارس أبداً مناهج لا تتفق مع عقيدتنا ومبادئنا ومع مفهومنا للكفاح المسلح. تحقق من معلوماتِك يا سيد بولتون، ولا تنجر لحكايات أصدقائك في المجمع. لم يذهب السكان المدنيون والأشخاص الأبرياء أبداً ضحايا عملياتنا. طالما كان تكتيكنا النضالي مقارعة القوات المعادية جيدة التسلح والتجهيز. وأنتم تريدون اليوم أن تسموا أي مقاومة مسلحة إرهاباً، بغض النظر عن الأسباب المشروعة التي تبررها. بل وأنتم مستعدون لأن تنعتوا به أيضاً حتى نضال المستوطنين الأمريكيين الذين تمردوا على الهيمنة الإنكليزية وحاربوها. جورج واشنطن والذين حققوا استقلال الولايات المتحدة بعد سنوات طويلة من الحرب والتضحيات الجسام لم يكونوا إرهابيين.

أحد ما أوقع حضرتكم بالشرك، يا سيد بولتون، عندما حدثكم عن خطابي في جامعة طهران. لم يكن خطاباً واحداً، وإنما خطابين، في جامعتين، وكلمات ألقيتها في ختام زيارتي لضريح الإمام آية الله الخميني. لقد راجعتهما بالتفصيل. لا تظهر في كلمتي أمام الطلاب في طهران فقرة واحدة تشبه ما أدرجته حضرتك على نحو كاذب في الخطاب الذي ألقيته في السادس من أيار/مايو في مجمع هيريتاج. لم أقل في أي لحظة من اللحظات بأنه "يمكن لإيران وكوبا أن تُركِعا الولايات المتحدة إذا ما تعاونتا فيما بينهما". إنما نعم، أكدت في أحد الخطابات الثلاثة التي ألقيتها خلال الزيارة بأن الإمبريالية يتيمة الأفكار، وإن هذه الأخيرة هي أقوى من الأسلحة، وأن من شأن هذه الإمبريالية أن تنهار يوماً ما. وقلت أيضاً بأن الشاه "قد هُزم على يد الشعب على أساس البطولة، بدون قطعة سلاح واحدة، وهذا يثبت قوة الأفكار، وليس هناك من أحد في العالم يبلغ من القوة ما يجعل الأفكار عاجزة عن هزمه. هذا هو أملنا". وأضفت في الختام: "هناك قوة عظمى لديها آلاف الأسلحة النووية والطائرات والدرّاعات وحاملات الطائرات والصواريخ الذكية […] ومهما ملكت من أسلحة وثروات لن تستطيع هزم الإنسان".

لم أجرِ أدنى إشارة لاستخدام الأسلحة في هذا الصراع. بل أنني قلت ما هو عكس ذلك تماماً. لست معتاداً على إخفاء ما أفكر به، ولا التلاعب بأقوالي. خطاباتي في العاصمة الإيرانية أذاعها التلفزيون والإذاعة الكوبيين. لا السيد بولتون اكتشف شيئاً، ولا أنا أرتد عن آرائي. قلت أشياء إضافية عن عقائد ومفاهيم سياسية. أحتفظ بأشرطة الكاسيت وبالنصوص الخطية المنقولة لخطاباتي كاملة. وأستطيع أن أثبت ما قلته.

من واجبي أن أضيف بأنه عندما زرت إيران تشرفت بمعرفة بلد عظيم ذي ثقافة عريقة، ذي قناعات دينية عميقة، وحصانة روحية هائلة، تواق للقضاء على الفقر، ومحاربة تهريب المخدرات وغيرها من الآفات المشابهة، وعازم على حمل التعليم والصحة وفرص العمل والرفاهية لأكثر من خمسة وستين مليوناً من الأشخاص. أي من الزعماء الكثيرين الذين تحدثت معهم لم يكلِّمني عن أسلحة بيولوجية ولا من أي نوع آخر. يا له من فارق عظيم استطعت ملاحظته في الثقافة والعادات عن الغرب. ولم أزر هذا البلد فقط، وإنما زرت أيضاً الجزائر وماليزيا وقطر وسورية وأخيراً ليبيا، حيث أطلعوني على التدمير الكامل لمنزل عائلة القذافي، وأخبروني عن الخسائر البشرية الناجمة عن القصف المفاجئ الذي قامت به طائرات ال‍ أف-16 الأمريكية، ومن بينهم طفلة صغيرة.

آلاف السنين من التاريخ تركزت في تلك المناطق من العالم التي زرتها، والتي لا ينبغي تدميرها ولا إبادة سكانها كما رأينا ونرى آلاف الملايين من الأشخاص في العالم باستياء عميق عبر المشاهد التلفزيونية الأحداث المريعة التي تقع في فلسطين.

عندما تحدث السيد بولتون عن خطابي في طهران يبدو أنه خلط على نحو لامسؤول وقليل النزاهة أجزاء من كلماتي وأجزاء وتصريحات أشخاص آخرين لوكالات صحفية أجنبية، ومعلومات صحفية مأخوذة من أشخاص آخرين أو هي من صنيع المحرر نفسه. الحبكة التي قام بها عبر هذه المادة لا يستطيع هو نفسه أن يحلّها. فتصريحاتي الشفافة والدقيقة والواضحة موجودة في الخطابات المذكورة وفي البيان الصحفي الصادر في 10 أيار/مايو 2001 عن كلا الوفدين، حيث يتم، بالمناسبة، التعبير عن موقف كوبا من الإرهاب في النقطة السادسة من الوثيقة المتفق عليها، والتي تقول حرفياً ما يلي:

"إدانةً منهما لظاهرة الإرهاب بكل أشكاله، وبشكل خاص إرهاب الدولة، اتفق الطرفان على التعاون الوطيد على المستويين الثنائي والدولي من أجل مكافحة هذه الظاهرة المشؤومة والقضاء عليها، وكذلك مكافحة الجريمة المنظمة وتهريب المخدرات، مع الأخذ بعين الاعتبار دائماً المبادئ الأساسية للقانون الدولي، وبشكل خاص مبادئ السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول".

تم إصدار هذا البيان قبل 127 يوماً من الحادي عشر من أيلول/سبتمبر.

من واجبي أن أشكر السيد بولتون على ما ذكره من إطراءات كبيرة على صناعتنا الصيدلية: "واحدة من أحدثها في أمريكا اللاتينية وتسير في الطليعة في مجال صنع المنتجات الصيدلية والحقن التي تباع في كل العالم". ليتها أكثر من ذلك. بل ولكان بوسع بلدكم أن يستفيد من بعض قفزاتها، ولكن هم يمنعون ذلك. غير أنكم تكذبون بصفاقة عندما تؤكدون بغدر أمام الرأي العام الأمريكي والعالمي بأن الولايات المتحدة تعتبر بأن كوبا عاكفة على تنفيذ عمل هجومي محدود واحد على الأقل في مجال البحث وتطوير حرب بيولوجية، الأمر الذي يشكل تأكيداً يبلغ من الكذب ما يبلغه من الخطورة.

إن باحثينا وأطبائنا يتربون على مفهوم رفيع من التضامن والأخلاق. ويستطيع ملايين الأشخاص في العالم أن يشهدوا على ذلك. إنهم يعملون من أجل رفاهية وصحة بناء البشر. وعلى مدى أربعين سنة قدم 34 ألفاً و307 طبيب وعامل كوبي في مجال الصحة خدمات مجانية في عدد كبير من البلدان الفقيرة، صانوا فيها الأرواح وأمنوا الرعاية الصحية لملايين الأشخاص. لا أحد في العالم يتفوق عليهم بالتفاني وروح التضحية. في هذه اللحظات نفسها ينفذ 2671 مهمتهم في أماكن نائية ومعزولة من أمريكا اللاتينية وأفريقيا. يصعب جداً التمكن من حث هؤلاء الرجال والنساء على إنتاج فيروس وبكتيريات لقتل أطفال ونساء وشيوخ ومواطنين من أي بلد كان. إن ما عند شعبنا من عزة وأخلاق رفيعة، واللذين جعلاه يقاوم 43 سنة من الاعتداءات والحصار، يستندان إلى عقلانية سياستهم بدون أي تناقض مع خلقيتهم ومبادئهم.

39 ألفاً و800 شاب قادمون من أكثر من 120 بلداً من العالم الثالث تخرجوا في كوبا في 33 اختصاصاً جامعياً وتقنياً. وحتى في ظروف الفترة الخاصة، الناجمة عن حصار قاسي من جانب الولايات المتحدة، يتلقى 8063 شاباً من أمريكا اللاتينية وحوض الكاريبي وأفريقيا علومهم الطبية في بلدنا –وهو اختصاص تبلغ كلفته في الولايات المتحدة أكثر من 200 ألف دولار- بدون أن يدفعوا سنتاً واحداً مقابل ذلك.

بالرغم من أكاذيب بولتون وكثيرين آخرين من أمثاله، تتمتع كوبا بشهرة واسعة من حيث الخدمات الصحية التي قدمتها للبشرية. إن هذا في الحقيقة هو نضال ضد شكل آخر من أشكال الرعب لا يريد كثيرون رؤيته: الأمراض التي تقتل سنوياً أكثر من 11 مليون طفل، والذين يمكن إنقاذهم لولا الموقف الأناني من جانب العالم الصناعي. عدد لا يحصى من الأشخاص يعيشون أو يستعيدون عافيتهم بفضل الجهد المتفاني من جانب هؤلاء الأطباء القادمين من بلد صغير وفقير، وذلك عبر تطبيق حقن وأساليب وقائية وعلاجية من إنتاج كوبا. بودنا أن نعرف إن كانت حكومة الولايات المتحدة تفعل شيئاً مشابهاً، أو إن كانت مستعدة للتعاون لصالح من يسمون بلداناً ناشئة في تلطيف للعبارة، عبر مثل هذه البرامج التي لم نستثنِ أي من البلدان المتقدمة اقتصادياً من المشاركة فيها.

الشبان الأمريكيون أنفسهم الذين يفتقدون للموارد اللازمة لدراسة الطب في بلدهم عرضنا عليهم مئات المنح في المدرسة الأمريكية اللاتينية للعلوم الطبية.

الأطفال الكوبيون ملقّحين ضد 13 مرضاً، ويتمتعون بصحة رائعة. مؤشر الوفيات بين الأطفال بين كل ألف مولود حي يدنو عما هو عليه في الولايات المتحدة نفسها. العناية الصحية مؤمنة لمائة بالمائة من السكان بشكل مجاني على الإطلاق. لا يحدث في كوبا ما يحدث، ولسوء الحظ، في الولايات المتحدة، حيث يفتقد 16 بالمائة من المواطنين ال‍ 280 مليون للتأمين الصحي، بمن فيهم أكثر من عشرة ملايين طفل. وفي بلد هائل الثروة ويبلغ كل ما يبلغ من تقدم في حقل العلوم، حيث يموت سنوياً لهذه الأسباب مئات الآلاف من المواطنين، من يتحمل، بطريقة أو بأخرى، المسؤولية، ومن الذي يقتلهم، ومن يدين مثل هذه الأعمال الإرهابية؟ بأي أخلاق يمكن التأكيد من هناك، وكيف يمكن اختراع الافتراء، بأننا نحن الكوبيين نطور برامج حرب بيولوجية ومن سيصدّقه؟ من جهة أخرى، لم يحدث أبداً خلال السنوات الثلاث وأربعين من الثورة في بلدنا ولم يشارك أي كان انطلاقاً من أراضينا بعمل إرهابي ضد الولايات المتحدة. لم تُهدر قطرة دم أمريكية واحدة، ولا برغي واحد من مصنع نتيجة أعمال إرهابية مصدرها كوبا. ليس بوسع الذين يتحدثون في الولايات المتحدة ويتهمون بلدنا بأنه إرهابي أو بأنه يدعم الإرهاب أو يشجعه أن يقولوا ذلك. الآلاف من أبناء وطننا قضوا نحبهم وعشرات الآلاف من الأعمال التخريبية ارتُكبت كمحصلة للنشاطات الإرهابية والاعتداءات التي تنطلق من الولايات المتحدة على كوبا. كيف سينفي المتحدثون باسمها هذه الحقائق؟ وأنا لا قصد الشعب الأمريكي؛ وإنما أقصد حكوماته. بل وأنها ليست واضحةً حتى الآن بعد مسألة الصلاحيات الممنوحة لموظفين من حكومة الولايات المتحدة للقيام بإعدامات من غير محاكمة وقتل أشخاص في أي ركن من العالم. أنا نفسي كنت هدفاً في أحيان كثيرة لهذه المخططات المريبة. وقد تم فعل ذلك في الماضي. هل تمت العودة من جديد أم لا إلى هذه الأساليب التي تثير كل ما تثير من اشمئزاز؟ لماذا لا يحدثنا السيد بولتون قليلاً عن هذا الموضوع؟

في ما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل، طالما كانت سياسة كوبا وما تزال سياسة لا غبار عليها. لم يقدّم أحد أبداً دليلاً واحداً فقط على أنه قد تم في وطننا بلورة برنامج لتطوير أسلحة نووية أو كيماوية أو بيولوجية. بالنسبة للذين لا يفهمون الأخلاق، والالتزام بالحقيقة والشفافية في سلوك حكومة كحكومة كوبا يمكنهم أن يفهموا على الأقل بأن من شأن القيام بما هو عكس ذلك أن يشكل حماقة عظمى. فأي برنامج من هذا النوع يدمّر اقتصاد أي بلد صغير؛ ما كان للشروط أن تتوفر أبداً لكوبا من أجل نقل مثل هذه الأسلحة؛ إنما تكون بذلك ترتكب أيضاً خطأ إدخالها في معركة ضد عدوّ يملك من هذه الأسلحة أكثر منها بآلاف الأضعاف، والذي من شأنه أن يتلقف الذريعة من أجل استخدامها كهدية.

من الناحية السياسية، نعيش مرحلةً يوجد فيها وسيوجد فيها بشكل متزايد أسلحة أقوى من أي سلاح أنتجته التكنولوجيا: الأخلاق والمنطق والأفكار. فبدونها ليس هناك من بلد جبّار؛ وبها ليس هناك من بلد ضعيف. ويحتاج مثل هذا القول المأثور إلى دافع بالغ العمق، وإلى دم بارد وذكاء. يجب أن يكون معلوماً بأنه فوق اعتبار أي قيمة على وجه الأرض تأتي بالنسبة للشعب الكوبي القيم التي تًلهم الحرية والكرامة وحب الوطن وهويته وثقافته، وأكبر حس بالعدل يمكن ان يتصوره عقل الإنسان. ليست بأسلحة دمار شامل، إنما هي أسلحة دفاع أخلاقي شامل، ونحن مستعدون للقتال والموت من أجلها.

أعي أنه بالنسبة لرجل كالسيد بولتون، تنشوه القوة العسكرية والاقتصادية والتكنولوجية عند القوة العظمى، والتي يتحدث هو باسمها، ليس من السهل فهم هذه الأمور، ولكن من المفيد أن يبذل بعض الجهد.

ليس لدى كوبا شيئاً تخفيه على الإطلاق. على العكس من ذلك، إنها تفتخر بتطورها في مجال الأبحاث البيولوجية الطبية:

عرض تاريخي موجز:

تم إبرام اتفاقات لتحويل التكنولوجيا مع 13 بلداً:

الهند: 4 تحويلات، 4 منتجات.

الصين: تحويلان، 4 منتجات.

البرازيل: تحويلان، منتجان.

مصر: 4 تحويلات، منتج واحد قيد التفاوض.

ماليزيا: 6 تحويلات.

إيران: 4 تحويلات، 4 منتجات.

روسيا: تحويل واحد، منتج واحد.

جنوب أفريقيا: تحويل واحد، منتج واحد.

تونس: تحويل واحد، منتج واحد.

الجزائر: تحويل واحد، 3 منتجات.

بريطانيا-بلجيكا: تحويل واحد، منتج واحد.

فنزويلا: تحويل واحد، منتجان قيد التفاوض.

المكسيك: تحويل واحد، منتج واحد.

وهناك مفاوضات تجارية وإنتاجية جديدة مع 10 بلدان: ماليزيا، هولندا، إسبانيا، البرازيل، فنزويلا، فيتنام، الولايات المتحدة (في هذه الحالة مفاوضات حول استخدام الحقنة الكوبية المضادة لداء السحايا والاتصالات الأولى لإجراء أبحاث سريرية على حقنة EGF المضادة لسرطان الرئة)، أوكرانيا وألمانيا.

مراكز البيوتكنوجيا الكوبية سجلت حتى الآن:

24 منتجاً بين عقاقير بيولوجية وحقن.

49 دواء نوعياً متقدماً.

5 منتجات لمعالجة الآيدز.

15 جهازاً طبياً جديداً.

24 نظاماً تشخيصياً.

وعدا عن هذه النتائج، يتواصل البحث العلمي لستين مشروعاً.

ومن بين المنتجات الجديدة التي يسعى البحث العلمي للحصول عليها تبرز:

29 حقنة جديدة، بينها 8 حقن للسرطان أصبحت ست منها تخضع للاختبار العلاجي، ليس في كوبا فقط وإنما في كل من كندا والأرجنتين وإنكلترا.

21 منتجاً جديداً لمعالجة السرطان، تضاف إلى الثمانية وعشرين دواء معروفاً التي سيبدأ المصنع بإنتاجها.

طلبت مراكز البيوتكنوجيا الكوبية حقوق امتياز 150 اختراعاً، ليصبح مجموعها 505 حق امتياز. أربعة من حقوق الامتياز هذه نالت ميدالية المنظمة العالمية للحقوق الفكرية.

استقبلت المؤسسات البيوتكنولوجية الكوبية عدداً لا يحصى من زيارات شخصيات سياسية وعلمية وتجارية. وفي واحد فقط من مراكزها الرئيسية تم في عام 2000 استقبال 1520 زائراً، منهم 484 من الولايات المتحدة.

إن أبواب مركزنا البحثي مفتوحة أمام أي مؤسسة ذات طابع دولي.

في بلاغ رسمي وعام، اقترحت كوبا على الولايات المتحدة ثلاثة مشاريع اتفاق هامة تفيد الولايات المتحدة أكثر مما تفيد كوبا نفسها نظراً لاختلاف حجم مشكلات كل واحد من البلدين. واحد، مشروع برنامج تعاون ثنائي لمحاربة الإرهاب؛ اثنان، مشروع اتفاق للتعاون في مكافحة تهريب المواد المخدِّرة والمواد المهلوِسة؛ ثلاثة، مشروع اتفاق في مجال الهجرة. لم يتم تلقّي أي إجابة. هل هذه الإجابة تتمثل يا ترى باتهامنا بإنتاج أسلحة بيولوجية؟ من تريدون أن تفزِعوا بذلك؟ تجري دعوتنا لوقف كل تعاون قابل للتطبيق على الأسلحة البيولوجية مع الدول "المرتدة" والاحترام الكامل لكل الالتزامات بموجب المعاهدة المتعلقة بالأسلحة البيولوجية. ما هي الهيئة الدولية التي تقرر أي بلد هو بلد "مرتد" أم لا؟ وأي عرف من أعراف المعاهدة المتعلقة بالأسلحة البيولوجية انتهكته كوبا؟ هل أنه فوق الحصار المجرم يراد منعنا من تسويق الأدوية ومن استخدام ما يشكل أسلم وأنبل المنتجات التي تتولد من موهبة علمائنا؟ هل ترغب حكومة الولايات المتحدة يا ترى بالتوصل إلى اتفاق ثنائي إضافة للتي اقترحتها كوبا: التعاون في مكافحة إنتاج الأسلحة البيولوجية؟ اقترح ذلك يا سيد بولتون. ونحن مستعدون لإدراجه في قائمة المشاريع التي تنتظر الإجابة.

نأسف جداً، سيد بولتون. بعد الأكاذيب والافتراءات والخدع والإساءات التي أطلقتها في خطابك يوم السادس من أيار/مايو، يؤسفنا أن نجيبك بأن حضرتك تفتقد لأي خلقية تسمح لك بتوجيه الدعوة لكوبا، وأقل من ذلك شأناً مطالبتها بلهجة ونبرة تهديدية بشيء على الإطلاق؛ ولا أن تسعى لإعطائها دروساً في السياسة والأخلاق. على كل حال، يمكن لحضرتك ولحكومتك أن تستلهما التربية والوقار من السلوك الكوبي. أستطيع أن أؤكد لكم بأننا لن نقبض شيئاً مقابل تحويل التكنولوجيا.

10 أيار/مايو 2002