خطاب رئيس جمهورية كوبا، فيدل كاسترو روز، في حفل تسليم الجائزة الدولية "خوسيه مارتيه"، التي تمنحها منظمة اليونيسكو، لرئيس جمهورية فنزويلا البوليفارية، هوغو شافيز فريّاس، في ساحة الثورة، في الثالث من شباط/فبراير 2006.

 

الرئيس هوغو شافيز العزيز؛

أعزائي أعضاء الوفدين الفنزويلي والكوبي؛

أعزائي المشاركون في هذا الحفل العظيم؛

يا أبناء وطننا الأعزاء:

إن هذا اليوم هو يوم تاريخي وذو مغزى خاص، يوم تسليم الرئيس الفنزويلي الجائزة الدولية لمنظمة الأمم المتحدة، "خوسيه مارتيه".

ما الذي يتبادر إلى ذهني في هذه اللحظة المؤثّرة؟ قبل سبع سنوات ويوم واحد من الآن، في الثاني من شباط/فبراير 1999، تشرّفت بالمشاركة في مراسم تولّي الرئيس الفنزويلي الجديد، هوغو شافيز فرياس، لمنصبه (تصفيق). كنت قد تعرّفت إليه قبل خمس سنوات تقريباً من ذلك الموعد، فقد كان قد قام بزيارتنا بعد خروجه من السجن، وذلك في كانون الأول/ديسمبر 1994. فتعرّفنا إلى بعضنا على نحو وثيق وتبادلنا وجهات النظر حول مواضيع كثيرة تتفق آرائنا كثيراً بشأنها ونشعر بشغف كبير بها. تحدثنا عن المستقبل، ولكن كان يصعب علينا أن نتصوّر أنه خلال فترة تاريخية تبلغ كل ما تبلغه من القصر سيكون هوغو شافيز قيد تولّي منصبه كرئيس لفنزويلا سيمون بوليفار المجيدة (تصفيق).

في تلك المناسبة، أكد بجرأة: "أقسم أمام هذا الدستور الذي يحتضر"، وهي عبارة صَنَعت تاريخاً.

من الفقرات التي قالها في ذلك اليوم حرفياً:

"هناك أرقام تتعلق بالبطالة تشير إلى وجود عشرين بالمائة منها. وهناك نسبه من ابطالة الموسميّة تصل إلى حوالي الخمسين بالمائة من قوة العمل النشيطة اقتصادياً، ويوجد نحو مليون طفل في حالة بحث عن لقمة العيش، أطفال مثل ابنتي روسينيس، البالغة من العمر سنة وأربعة أشهر، في حالة من البحث عن لقمة العيش. تبلغ نسبة الوفيات بين الأطفال في فنزويلا 27، نحو 28 بين كل ألف مولود حي، من أكثرها ارتفاعاً في القارة. يصل تأثير سوء التغذية على وفيات الأطفال إلى ما نسبته 15 بالمائة من الأطفال الذين يموتون، وسبب الموت: سوء التغذية. لا يمكننها أن نتوقع تشكيل مجلس دستوري لهذا الغرض".

(...) إنه لأمر وحشي أن نعرف أن واحداً فقط من بين كل خمسة أطفال يدخلون إلى مرحلة الروضة من مراحل التعليم، واحد فقط من كل خمسة ينهي تعليمه الابتدائي، وهذا هو أمر همجي لأنه يتعلق مستقبل البلاد.

(...) 45 بالمائة من الشبان ليسوا في المدارس المتوسطة، إنها يبحثون عن لقمة العيش هنا وهناك، وكثيرون منهم يمارسون قطع الطرق في سبيل البقاء، لأن الإنسان ليس سيئاً بطبيعته، فنحن أبناء الله، ولسنا أبناء الشيطان (تصفيق). هذا الوضع أتلقاه أنا هنا، إنه هنا بين يداي، وهو عبارة عن تراكم كل تلك الأزمات التي نوّهت إليها قبل بضع دقائق من الآن".

كلماته في ذلك اليوم، الثاني من شباط/فبراير، كان لها أثراً عميقاً جداً عندي. كان من واجبي أن أرتاد بعد ذلك بثمان وأربعين ساعة إلى جامعة فنزويلا المركزية، حيث كنت قد تكلّمت إلى الطلاب قبل أربعين عاماً وعشرة أيام من ذلك الموعد، في الرابع والعشرين من كانون الثاني/يناير 1959.

بعض المعلومات والمعطيات التي كان يعرفها هذا الزائر حملته إلى الاستنتاج بأن على الشعب الفنزويلي أن يواجه بشجاعة وذكاء صعوبات كبيرة، في هذا الشروق الجديد، يترتّب عليها الوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي كان هذه الشعب البطل قد وقع فيه.

لقد ذكرت فقرات وأرقام نسختها اليوم حرفياً من الخطاب الذي ألقيته في ذلك اليوم، الثالث من شباط/فبراير، قبل سبع سنوات من اليوم.

"الصادرات من السلع: استناداً إلى تقرير المصرف المركزي الفنزويلي:

في عام 1997: 23400 مليون دولار"، الصادرات.

"في عام 1998: 17320 مليون. قيمة الصادرات انخفضت خلال سنة واحدة فقط 6080 مليون دولار.

النفط (قطاع التصدير الرئيسي). الأسعار: 1996: 20 دولار للبرميل؛ 1997: 16.50 دولار للبرميل؛ 1998: 9 دولارات". عشية توليه لمقاليد الرئاسة.

"المعادن الرئيسية: الحديد، الألمنيوم، الذهب ومنتجات مشتقة منها مثل الفولاذ، انخفضت أسعارها جميعاً بشكل ملموس وبدرجات متفاوتة. يشكل كلا القطاعين 77 بالمائة من الصادرات. أي النفط والمعادن.

الميزان التجاري:

1996 – 13600 مليون دولار.

1998 – 3400 مليون. هذا هو ما كانوا تلقّوه خلال سنة واحدة وما تلقوه في السنة السابقة، حوالي الثلث.

الفارق: 10200 مليون خلال سنتين فقط.

ميزان المدفوعات"، فصل آخر:

"1996 – 7000 مليون لصالح فنزويلا.

1998 – 3418 عجز على البلاد.

الاحتياط الدولي المتوفّر:

1997: 17818 مليون.

1998: 14385 مليون دولار". الاحتياط نحو الأسفل، وهو ما كان على وشك التكرار على نحو خطير بعد الانقلاب النفطي وفي موعد لاحق لانقلاب الحادي عشر من نيسان/أبريل 2002. نعم، لأن هذا الانخفاض الحاد أتى في العام التالي، عام 2003؛ أي أن انخفاض الاحتياط، وبسرعة مذهلة، أظن أنه قد دنا من الـ 13000 مليون خلال الفصل الأول من تلك السنة، وبدون شك أنه بعد أشهر قليلة من ذلك كان يمكنه أن يصل إلى صفر. حتى تلك اللحظة كان بعضهم قد تمكن من إخراج 300 ألف دولار من فنزويلا، تصل قيمتها اليوم إلى حوالي بليوني دولار، وهو مبلغ أكثر من كافٍ لتحقيق نمو متسارع في كل القارة، وخاصة إذا كان هذا النمو عقلانياً وليس نمواً استهلاكياً ومسرفاً.

"الخسائر الصافية: 3500 مليون تقريباً خلال سنة واحدة.

الديون الخارجية:"

قلنا آنذاك أن "نحو 40 بالمائة من ميزانية البلاد تُنفَق على خدمة الديون الخارجية". وهذه الأرقام هي أرقام دولية.

"الوضع الاجتماعي استناداً لمصادر مختلفة محلية ودوليّة.

البطالة: تتحدث أرقام رسمية عمّا نسبته 11 و12 بالمائة. وهناك أرقام أخرى تتحدث عن عشرين بالمائة. وبعد الانقلاب الحكومي ومعه الانقلاب النفطي ارتفعت هذه الأرقام إلى أكثر من عشرين بالمائة، بينما كانت هذه المؤشرات على البطالة آخذة بالانخفاض إلى ما نسبته 10 أو 9 بالمائة.

البطالة الموسمية تصل إلى حوالي 50 بالمائة.

حوالي مليون طفل هم في حالة بحث عن لقمة العيش"، كما سبق وذكر الرئيس. وكان ذلك يثبُت في المعطيات الإحصائية لتلك الفترة.

"نسبة الوفيات بين الأطفال تبلغ حوالي 28 بالمائة مقابل كل ألف مولود حي. يتمثل سبب وفاة 15 بالمائة منهم بسوء التغذية". الحقيقة أنها كانت تعود إلى سوء التغذية.

"واحد فقط من بين كل خمسة أطفال ينجزون مرحلة التعليم الابتدائية"، معلومة أخرى صحيحة، عبّر عنها يوم تولّيه للمنصب؛ "45 بالمائة من الشبان غير مسجّلين في المدارس المتوسطة". وفي ذلك الموعد كنّا نحن قد بلغنا نسبة تزيد عن التسعين بالمائة. من كان سيحدّثنا عن هذه المشكلات؟ كيف كان بإمكاننا أن نتجاهلها بعدما كنّا قد قضينا سنوات كثيرة ونحن نحاول خفض تلك النسبة، منذ انتصار الثورة وحتى الوقت الراهن، وهي عملياً نسبة المائة بالمائة، وهو ما أصبحت عليه عملياً الآن تقريباً، أو آخذة بأن تكون كذلك في فنزويلا.

وقلنا: "إن نسبة 45 بالمائة من الغائبين عن المدرسة هي نسبة مدهشة في الحقيقة".

وأضفنا:

"أكثر من مليون طفل يلتحقون بسوق العمل وأكثر من 2.3 مليون، مستثنيين من النظام المدرسي، لا يتمتعون بأي مهنة كانت.

خلال السنوات العشر الأخيرة" –قلنا، وهو ما كنّا قد قرأناه قبل توجهنا إلى فنزويلا-، "أكثر من مليون فنزويلي تتكون منهم الطبقة المتوسطة تصنيف ‘ج‘، انتقلوا إلى تصنيف الفقراء والمعوزين، الذي تصل نسبة أبنائه اليوم إلى 77 بالمائة من المواطنين بسبب انخفاض المداخيل والبطالة وآثار التضخّم".

كان هذا يحدث في الموطن الأصلي لسيمون بوليفار، البلد الأغنى بالموارد الطبيعية في أمريكا اللاتينية، البالغة مساحته نحو نصف مليون كيلومتر مربّع ولا يزيد عدد سكانه عن 22 مليون نسمة". لم تكن هي بالبرازيل من حيث المساحة وعدد السكان".

وقلت في النهاية، بحذر شديد، لكي لا تُفسَّر أقوالي على أنها تدخل بالشؤون الداخلية: "أجرى هذا الإمعان وأتحمل المسؤولية الكاملة والمطلقة عنه، على أمل أن يكون مفيداً".

كيف كان بوسعنا أن نستوعب فكرة تكرارنا يوماً ما، بعد ذلك بسبع سنوات، لما حدث هناك ولما حدث خلال هذه السنوات السبع في فنزويلا.

يمكن تماماً إدراك الاهتمام الهائل الذي منحته العملية البوليفارية للمدارس البوليفارية أولاً، وهي مدارس جيّدة التجهيز، بكل الموارد، والتي انتهت إلى استقبال كل أولئك الأطفال الذين كانوا مستثنَيين من النظام المدرسي، وما زال جارياً بناء هذه المدارس والارتقاء بها على وجه السرعة. وهذه الحركة آخذة بالوصول أيضاً إلى ما نسميه في كوبا مرحلة التعليم المتوسط في المدارس البوليفارية، وهناك مشاريع إضافية هامة في هذا الميدان. لقد سمعت أرقاماً عن إقامة نحو ألف مدرسة ثانوية أيضاً، على درجة رائعة من التجهيز، وهو أمر يبعث الإعجاب في الواقع.

حسناً، كان هذا خلال الآونة الأولى، ولكنها جاءت بعد ذلك الأحداث التي لم تقع في أماكن أخرى، والتي أفسحت في المجال أمام منح جائزة "خوسيه مارتيه" هذه، المحقّة تماماً ولا تدع أي مجال للشك.

·        في الثامن والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر 2005، وبعد كفاح شديد المراس، تكللت حملة محو الأميّة وأُعلنت فنزويلا أرضاً خالية من الأمية. منذ أواسط عام 2003، بعد سنة وثلاثة أشهر من الانقلاب الحكومي في 11 نيسان/أبريل، وثمانية أشهر من الانقلاب النفطي، كانت بدأت "حملة محو الأمية"؛ وفي تلك اللحظة بالكاد كان قد مر ثلاثة أشهر على وجود العملية البوليفارية في السلطة، منذ اليوم الذي أدّى فيه الرئيس القسم على ذلك الدستور المحتضِر.

·        عدد الأشخاص الذين تم تعليمهم القراءة والكتابة حتى ذلك اليوم: مليون و482 ألفاً و533. كان ما يزال هناك آلاف قليلة بانتظار إنجاز دورتهم التعليمية.

·        يوم الجمعة الموافق 27 كانون الثاني/يناير 2006 وصل إلى الصف السادس الأشخاص الـ 432 الأوائل من الملتحقين بمهمة روبينسون-2 لتحصيل الصف السادس.

·        يلتحق بتلك المهمة –في بلدٍ لم يعد يوجد فيه أميّة، من خلال حملة جادّة منتظمة، وعبر إجراء امتحانات- مليون و449 ألفاً و292 طالب؛ أتى 616 ألف و833 منهم من مهمة روبينسون.

·        سيتخرج من هذا المستوى التعليمي خلال العام الحالي 2006 مليون طالب –وهم طلاب كانوا أميّين أو شبه أميّين؛ أو على الأصح أشخاص لم يكونوا طلاباً وأصبحوا كذلك.

·        من المتوقع انضمام 500 ألف آخرون خلال عام 2007 إلى عدد خريجي هذا المستوى.

·        من خلال "مهمة ريباس" لإنجاز مرحلة التعليم الثانوية، حقق ذلك حتى الآن 162 ألف و543 مواطن بالغ سن الرشد. وجميعنا نعرف بأنه يتواجد هنا قيد التأهُّل أو يتلقى علوماً بالطب ما يزيد بقليل عن 3400 طالب فنزويلي قادمون من "مهمة ريباس". فليرفعوا الرايات (يرفع الطلاب الرايات ويهتفون: "كوبا وفنزويلا، بلد واحد، علم واحد!")

·        يتلقى العلوم حالياً من خلال "مهمة ريباس"، حسب المعطيات المتوفّرة، 602 ألف و502 طالب، سينجز علوم المرحلة الثانوية منهم خلال هذه السنة نفسها نحو 500 ألف طالب.

·        التحق "بمهمة سوكري"، وهي مستوى تعليمي أعلى من مستوى "مهمة ريباس"، 513 ألف و568 فنزويلي، أنجز "برنامج الشروع بالدراسة الجامعية" منهم 416 ألف و769 طالب.

·        يلتحق 310 آلاف و192 منهم ببرامجهم الدراسية الجامعية.

·        هامة هي الإشارة إلى أن من بين الفنزويليين الذين يجتازون مرحلة التعليم العالي، هناك 15 ألف و392 يدرسون الطب التكاملي الاجتماعي في إطار "مهمة الحيّ الداخلي" (هتافات).

لقد ذكرت بأن ما يزيد بقليل عن 3400 طالب يتلقون علوم الطب في كوبا في إطار البرنامج الجديد (هتافات) وذلك بآفاق هائلة نظراً للمناهج والخبرة والأساتذة، وهو أمر جديد على الإطلاق، كما هو عليه حال تحوُّل "مهمة الحي الداخلي" إلى جامعة هائلة على مستوى فنزويلا كلها. وهذا هو أمر جديد على الإطلاق في تاريخ البشرية والسبيل الوحيد لتأهيل الأطباء الذين يحتاجهم العالم الثالث، المكوّن من آلاف الملايين من أبناء بشرية يصل تعداد سكانها إلى الرقم المدهش المتمثل بـِ 6500 مليون، من أبناء جنسنا، الذي تراكمت وتضاعفت كوارثه ومشكلاته.

إذا كان وجود عالم أفضل أمراً غير ممكن، فلنقل وداعاً للأمل بأن يحافظ جنسنا البشري على بقائه.

·        يبلغ 132 ألف و14 عدد الفنزويليين الملتحقين اليوم ببرامج التعليم العالي، عبر الطرق المذكورة، ممن يشاركون في البرنامج الوطني لتأهيل المربّين في جميع البلديات الفنزويلية (تصفيق وهتافات).

·        يلتحق 74 ألف و677 بأربعة برامج على مستوى بلديات توفّرها "الجامعة البوليفارية الفنزويلية"، وذلك في 308 بلديات في جميع الولايات، باختصاصات "التدبير الاجتماعي للتنمية المحلية" و"التدبير البيئي" و"الاتصال الاجتماعي" و"الدراسات القانونية".

·        يتلقى 84 ألف و892 علوم اختصاصات فنية وعلمية وإدارية على مستوى بلديّات.

·        يتلقى 3217 علوم الحقوق في الجامعة الوطنية التجريبية "رومولو غاجيغوس".

يكلّ المرء وهو يقرأ قائمة كل النشاطات التي حققتها فنزويلا في مجال التعليم –وفي مجالات أخرى، ولكننا نتحدث هنا عن التعليم- خلال نصف السنوات السبع هذه، وفي خضم مقارعتها لمؤامرات إمبريالية، انقلابات من كل نوع، هجمات فاسدة على الاقتصاد، في محاولة لسحق هذه العملية.

هل حدث يوماً مثل هذا التقدم في مكافحة الأمية الكلية والوظيفية في أي بلد آخر من بلدان العالم؟

ما هو عليه الشخص الذي لا يعرف القراءة ولا الكتابة، أو ما هو عليه الأميّ وظيفياً، الذي بالكاد يعرف القراءة والكتابة؟ أو ألا يكون قد وصل إلى الصف السادس في هذا العالم الذي يبلغ كل ما يبلغه من التعقيد ويزداد تعقيداً يوماً بعد يوم، والبالغ ما يبلغه من العولمة ويزداد عولمة يوماً بعد يوم، فبماذا يمكن أن تختلف الكائنات الحيّة غير المفكّرة عن تلك الكائنات صاحبة الرأس المفكّر أو القادرة على التفكير، ولم يتم تعليمها ولا حتى القراءة والكتابة؛ ولم يتم تعليمها التفكير، على غرار ما كان ينادي به خوسيه لويس دي لا لوز إي كاباجيرو قبل نحو قرنين من اليوم، في مستعمرة كوبا الإسبانية.

ولكن، ما هو بنظر الإمبراطورية هذا الرجل كادح النشأة، والذي تمكّن بمفهومه البوليفاري والمارتيني من تحقيق هذا الفصل الجديد من تاريخ شعوب أمريكا اللاتينية؟

الإجابة هي التالية:

"رمسفيلد –وزير دفاع الولايات المتحدة، زعيم البنتاغون- يقارن شافيز بهتلر". أصغوا جيداً، بهتلر!

"واشنطن (أ.ب) قارن وزير الدفاع دونالد هـ. رمسفيلد الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز بأدولف هتلر.

وقد جاء هذا التشبيه أثناء محاضرة ألقاها يوم الخميس في ‘النادي الوطني للصحافة‘، حين سؤل عن التدهور العام للعلاقات بين واشنطن وبعض بلدان أمريكا اللاتينية.

"وقال: ‘لقد شاهدنا دكتاتوريات هناك‘، وأضاف: ‘ورأينا بأن أغلبية تلك البلدان، باستثناء كوبا‘" –أمر منطقي-، "‘تتقدم باتجاه الديمقراطية‘". (يبدو أننا نتقدم نحن نحو الجحيم، نحو الجهل المطلق أو الشامل، حيث لا يمكن وجود أي ديمقراطية كانت).

"واعترف وزير الدفاع: ‘لقد رأينا بعض القادة العامّيين‘" –يا لها من كلمة؛ أولئك الذين يعتنون بالشعب، الذين يهتمّون بشؤون الشعب، الذين يهتمّون بالصحة، بالتعليم، بالعمالة، الذين يفكّرون بالشعب، هم "قادة عامّيين"- "‘يجذبون حشوداً من الجماهير في تلك البلدان‘". كما لو أن الناس كانوا أغبياء، في الوقت الذي يزدادون معرفة في الواقع، ويسمعون ويرون على نحو أفضل يوماً بعد يوم حقائق أصبحت جليّة في الواقع ولا يمكن إخفاؤها. "‘وتجري انتخابات كانتخابات إيفو موراليس في بوليفيا، وهي انتخابات تبعث قلقاً فعلياً‘" (هتافات).

كيف له ألا يبعث القلق عند قادة الإمبراطورية أن يتحول هندي أحمر كادح إلى رئيس لبوليفيا اليوم، وقد انتُخب من قبل الأغلبية الساحقة من أبناء شعبه، رغم أنه تم حرمان مليون بوليفي، الأغلبية الساحقة منهم من أنصار إيفو، من الحق بالتصويت. كان من شبه المستحيل تقريباً تصور انتصار لإيفو بأغلبية ساحقة، حين كنّا نعرف جميعاً أن مليون بوليفي لا يستطيعون التصويت في ذلك اليوم. ماذا سيكون عليه الحال حين يدعو إيفو إلى تشكيل مجلس برلماني من أبناء الشعب؟ لا بد وأنه سيتبارى مع مأثرة البوليفاريين.

نعم، إني أعطيهم الحق، فلديهم دوافع متينة الأسس للشعور بالقلق. هذا هو أمر جديد بالنسبة للذين كانوا يحلمون في الحقيقة، على غرار هتلر، بإمبراطورية تدون ألف عام.

وتواصل البرقية نقلها:

"‘لدينا شافيز في فنزويلا‘" –وهنا أيضاً لاستلام الجائزة. "‘إنه شخص تم انتخابه بطريقة قانونية‘" –عجباً، لحسن الحظ أنهم لا يشككون في ذلك- "‘كما تم انتخاب أدولف هتلر بطريقة قانونية"‘ –لو كانوا يعرفون شيئاً من التاريخ لعلموا لماذا تم انتخاب هتلر في أحد الأيام وماذا كانت محصّلة ذلك، ومن هم الذين ساندوه ولماذا-، "‘ومن ثم وطّد سلطته، وهو الآن يعمل، بوضوح، على مقربة من فيدل كاسترو‘" –هذا الشخص "الفاسد"- "‘ومع السيد موراليس‘". وماذا يمكنهم أن يقولوا عن موراليس!

رائع، إننا نشعر بالسعادة للعبنا دور درع فولاذيّ. لا تأخذنّ ذلك على محمل الغرور ولكن الأمر استحضرني ذلك. إنهم يتكلّمون عن فيدل كاسترو، ومنذ 47 سنة وهم يحاولون تدمير هذه الثورة، ولا يعرف أحد كم من مرّة حاولوا فيها قتلي، والواقع الفعلي ليس قتلي أنا، وإنما قتل هذا الشعب، الذي يشغل هذه الساحة بجزء منه ، لأنها لا تتسع للمزيد (هتافات)، وقد حفّزهم على ذلك هذا الشروق البوليفاري والوحدوي للشعوب التي أسماها مارتيه "أمريكانا".

يمكن للأفراد أن يتمتعوا بامتياز، وقد تحدثنا عن ذلك حين سلّمت هذه الجائزة لشقيقنا العزيز هوغو شافيز فريّاس. شعرنا بالسعادة في تلك اللحظة لما تم بذله من جهد لصالح أبناء البشر. كان من واجبنا أن نفعل أكثر من ذلك بكثير، ولكن لم يكن عندنا من المعارف لفعل ذلك، ولا كان بإمكاننا إنضاج وعي الواجب بدرجة تبلغ كل هذا السموّ ولا الحاجة لفعل ذلك –وهذا ما أقوله أنا، فلا أتحدث باسمه، إنما باسمي، لأنني تمتعت بهذا الامتياز-، وكنّا نقول: لا فضائل لنا، فنحن أصحاب امتياز لكوننا ولدنا في هذه الحقبة الاستثنائية التي تضحي فيها التغيرات ليس ممكنة فقط، وإنما ضرورية أيضاً، وهو شرط أساسي للبقاء.

هذا الحضور، حضور فنزويلا، حضور الملايين الذين صوّتوا في الاستفتاء، الذين صوتوا لإيفو، الذين يرفضون بأعداد متزايدة أولئك الخانعين للإمبراطورية التي تريد تدميرنا، التي تريد استغلالنا على نحو أكبر بعد، يشكل عيش ذلك امتيازاً حقيقياً.

كم عدد الذين سقطوا! كم هو عدد الذين ماتوا منذ زمن بوليفار وسوكري حتى يومنا هذا! بل ورفاق كثيرون لنا، كهذا الرفيق، الذي نرى رسمه هنا، إرنستو تشي غيفارا، الأرجنتيني، الكوبي، البوليفي، البوليفاري، شهيد أمريكا اللاتينية والعالم (تصفيق). المناضلون اليوم من أجل وطنهم، من أجل هذه القارة، هم مناضلون من أجل العالم؛ أو على غرار هذا المفكِّر ما فوق العادي الموجود هناك على واجهة المكتبة الوطنية –وليس هناك من مكان أفضل لذلك-، خوسيه مارتيه. كم ناضل ذلك الرجل، وكم من أمثاله قضوا، بل وبدون امتياز رؤيتهم لما نراه نحن جميعاً هنا، شافيز، إيفو، وغيرهما كثيرون وأنا؛ ولكن، أكثر منّا نحن، أصحاب امتيازات هم أنتم، البالغون كل ما تبلغون من الشباب، والمليئين بكل ما تمتلئون به من آفاق آمال، يا من ستملئون هذه القارة بخريجي التعليم العالي؛ لأننا نقوم معاً اليوم، كوبا وفنزويلا، بتأهيل أطباء هذه القارة بدون أي نية على تجاهل أو استبعاد أحد، الأطباء المستعدّين للذهاب إلى "الحي الداخلي"؛ الأطباء المستعدّين للذهاب إلى أماكن الكوارث من غير أن يرتجف لهم جفن؛ الأطباء الذين كُتب لهم أن يمارسوا واحدة من أنبل المهن، مهنة الطبيب، كمهنة المعلّم وغيرها، بما فيه الخير للجنس البشري.

لا تراكنّ تدرسون هنا من أجل ممارسة الطب في القطاع الخاص. إنني على ثقة بأنه لا تراودكم مثل هذه الأفكار، وبأنكم ستدرسون لكي تخدموا شعوبكم، لتفعلوا كما يفعل هؤلاء الأطباء الفنزويليين الشباب خريجي المدرسة الأمريكية اللاتينية للطب، الذين أرسلهم شافيز إلى دلتا أماكورو، أرسلهم إلى الأمازون، ويتحدث عن إرسال العديد منهم إلى بوليفيا الآن في هذه اللحظة من الكارثة. سيأتي اليوم الذي يكون بوسعكم أن تسيروا فيه هكذا بالآلاف وحتى بعشرات الآلاف.

قبل مدة ليست بطويلة من الزمن كنا نتحدث عن تأهيل مائة ألف طبيب بين فنزويلا وكوبا. وأستطيع اليوم أن أحدّثكم هنا بأننا نناضل نحن وفنزويلا في سبيل تأهيل مائة وخمسين ألف طبيب خلال عشر سنوات (تصفيق)، وليس فقط من كوبا، وإنما من أمريكا اللاتينية. ويندرج في هذا العدد أيضاً الكوبيون المستعدّون للذهاب إلى أي مكان.

في ما يشكل شرفاً عظيماً لنا، يتواجد هنا نحو 300 طالب أو أكثر من تيمور الشرقية لدراسة الطب (هتافات). أنظروا إليهم هناك، يا له من حماس، يا له من بلد بطل، كان مستعمرة على مدار 500 سنة، خمسمائة سنة! ودفع بدمائه ثمناً باهظاً للاستقلال، نشعر بالفخر لوجودهم هنا. وفي هذه السنة سيجتمع في كوبا حوالي ألف طالب من تيمور الشرقية؛ وهناك أيضاً أصبح يوجد 180 طبيب كوبي يقدّمون خدماتهم، معظمهم في كليات للعلوم الطبية، والذين نتذكّرهم في مثل هذا اليوم. أبناء تيمور الشرقية كانوا مستعمرة لبلد إيبيري، وكالعادة، أرسل الجبابرة جنوداً إلى تلك البلدان. لم يرسلوا أبداً أطباء ولا معلّمين، لم يمحوا أبداً أمّية أحد، ولم يعلموا أحدا.

اعذروني على خروجي عن النص. سأحرص على عدم فعل ذلك من جديد، لأننا ننتظر بفارغ صبر سماع الرئيس هوغو شافيز في يوم كهذا (هتافات).

والآن، هذا التصريح الصادر عن زعيم البنتاغون، يتبعه مباشرة تصريح خطير آخر صادر عن زعيم الوكالة الكبرى المكوّنة من 15 خدمة، والتي تشمل السي آي إيه والأف بي آي، جون نيغروبونتي، ذي الذكرى المؤسفة، الصديق الحميم لذلك الإرهابي الذي يريدون حمايته، ويحمل اسماً يبعث الكثير من الاشمئزاز بسبب ما يعنيه من رمز، بوسادا كارّيليس، والذي كان يفترض أن يعيدوه لفنزويلا من أجل محاكمته.

ولاحِظوا ما عليه من تذرّع بحجة التعذيب لكي يقولوا بأنهم لن يرسلوه إلى فنزويلا!، البلد الذي أوشكوا فيه على قتل الرئيس، حيث قاموا بانقلاب عسكري، وانقلاب نفطي، ويوجد فيه رئيس وصل به الأمر لأن يغفر، بسبب شهامته الكبيرة، عن أولئك الذين خانوا الوطن الفنزويلي.

كما غفرنا نحن في لحظة معينة، فأفرجنا، بعد مطالبة الإمبراطورية بتعويض، عن أكثر من ألف مرتزق في خدمة قوة عظمى أجنبية، ممن أتوا بالزّي العسكرية وبطائرات أمريكية رُسمت عليها رموز كوبا وشنوا هجومهم على نحو مفاجئ وغادر؛ غزوا بلدنا وهم بحراسة الأسطول والقوات الأمريكية، التي لم يتّسع لها الوقت للإنزال، لأنه لم يكن قد بقي هناك أحداً تدعمه، وبالكاد كان قد مرّ 48 ساعة على إنزالهم.

لم أكن أعقد العزم على ذكر شيئاً من هذا، ولكن المسألة هي أن بعض الأمور تؤدي للحديث عن أمور أخرى. حين يسمع المرء الحديث أو يتحدّث عن نيغروبونتي وهو يجلس في مكتب، ربما لا ينفعل كثيراً؛ ولكن بعد سماع البروفيسور بوناسّو، الذّي ذكرنا جيداً بدوره المشين –وقد ذكرنا مرات عديدة هذا السيد، شريك بوسادا كارّيليس في الحرب القذرة على نيكاراغوا-، هذا هو الرجل الذي يقول اليوم ما يرد في البرقية الصحفية: "رئيس خدمات التجسس الأمريكية" –"الوكالة الكبرى"، كما تسمّيها البرقية-، "عبّر يوم الخميس عن مخاوفه من تسبب أي انتصار انتخابي للرئيس هوغو شافيز في شهر كانون الأول/ديسمبر في تعزيز ما أسماء سياسة خارجية تدخّليّة في الشؤون الداخلية لجيرانه وفي تقريبه على نحو أكبر من كوبا" –ولكن، لاحِظوا، لا ينتهي الأمر هنا- "وإيران وكوريا الشمالية"، بلدان يصفونهما هم بالإرهابيَّين، وبالإضافة لذلك يهدّدون حتى باستخدام الأسلحة النووية التكتيكية ضدهما إذا ما طوّرا –على غرار ما يفعل عشرات البلدان في العالم- محروقات نووية لإنتاج الكهرباء، لكي لا يحرقا ما لديهما من غاز ومن نفط وإخفائهما من الوجود خلال سنوات قليلة من الزمن؛ الوصول إلى حد التهديد بالهجوم بأسلحة نووية هو أمر جنوني في الحقيقة. ولكن، أي عمل مجنون لا يمكن توقّعه من البعض؟ لا أريد الإهانة، ولا هي هذه غايتنا؛ ولكن من المستحيل الامتناع عن الإشارة إلى وجود التلفزيون، وجود الخطابات، وجود الرسائل، وتبدو على ملامح بعضهم سمات الأشخاص الفاسدين بالفعل، لكي ينتهي الأمر بقول كل ما يجب قوله.

من الذي يتحكم بمصير العالم، أو من الذي يتحكّم بأمن شعوب المعمورة؟ لا يمكنهم هم أن يصنعوا أي شيء محمود من أجل الوصول إلى عالم أفضل، ولكنهم نعم مستعدّون لأن يضعوا هذا العالم على شفير الدمار، بل وأن يتسببوا بنشوء أوضاع لا يستطيعون التحكم بها لاحقاً؛ وأن يشنوا حروباً لا يقوى أحد أبداً على الحدّ من اتساع رقعتها ومن انتشارها.

هذه المخاطر تواجهها هذه البشرية اليوم، وهي مخاطر جديدة، تعود إلى السنوات المائة الأخيرة، فهي لا تعود ولا حتى إلى السنوات الستين الأخيرة، سواء كان خطر الإبادة الجسدية بفضل قدرة أسلحة الدمار الشامل، كالعدوان الواسع على الوسائل الطبيعية الضرورية بالنسبة لحياة أبناء البشر.

"جون نيغروبونتي، مدير التجسس القومي، قال بأن الرئيس شافيز مستعد لأن يواصل بشكل خاص خنقه للمعارضة ولتقليص حرية الصحافة".

هل علمتم، أيها الفتية الفنزويليون، بأن الرئيس شافيز مستعد لأن يواصل بشكل خاص خنقه للمعارضة ولتقليص حرية الصحافة؟ فها نحن ننشر هنا ما قاله المرموق نيغروبونتي بدون أي قيد، وليس عندي أدنى شك بأنه في ما يشكل عاراً له، هذا لو كان قد تبقّى الحدّ الأدنى من الوجل عند أصحاب هذه التأكيدات بالغة الفظاظة والكذب.

"ونيغروبونتي، في شهادته الأولى منذ تعيينه...". الشهادة الأولى، ليست موجهة ضد بوسادا كارّيليس، ضد الإرهاب، ضد أعمال التعذيب، ضد أعمال القتل بدون محاكمة التي ترتكبها حكومة الولايات المتحدة، ولا ضد أعمال التجسس الواسعة في مجتمع كالمجتمع الأمريكي، الذي كثر حديثهم له عن الحقوق الثابتة لكل مواطن؛ لا، ضد الحرية، الأمن والحياة. في شهادته الأولى لا يتكلّم عن شيء من هذا، إنما يتكلّم عن فنزويلا ويتكلّم عن شافيز، سواء كان هو أم زعيم البنتاغون. علينا أن نرى أن كان هذا يتمتع بما يكفي من الجنود لمواصلة المغامرات. يوماً بعد يوم يقل عدد جنوده، يقل عدد الأشخاص المستعدّين للالتحاق بصفوف جيشه.

سمعنا النبأ للتو قبل ساعات قليلة من الآن، في نفس اليوم الذي وُجِّهت فيه الرسالة الشهيرة إلى الكونغرس، بأن السيدة شيهان قد تعرضت للاعتقال. في هذه اللحظة التي لا أعرف فيها بعد إذا كانت تلك الأم، العذبة في الواقع، وكانت كلماتها ولطفها ورزانتها مؤثرة هناك في منتدى فنزويلا؛ تلك الأم التي فقدت ابناً ولا يبدو على محيّاها أي علامة من الحقد، وإنما نعم قناعة عميقة بعدالة مطلبها، ندائها، مطالبتها، ما تزال مسجونة هناك، حيث قضى بوسادا كارّيليس سبعين يوماً على الأقل، بحرية مطلقة، رغم أن حكومة الولايات المتحدة ووكالة للتجسس الكبرى كانتا تعلمان أين هو وماذا يفعل ومن أين دخل، من دون أن تعتقلاه لكونه متواطئاً ذا امتيازات في جرائم كبرى، متواطئاً في العمل الإرهابي الوحشي، المرتكب في باربادو بتشجيع من الخدمات التجسسية الأمريكية، والذي كلّف الكثير من الأرواح، وأدى إلى مقتل فنزويليين –أكثر من واحد-، وعذّب فنزويليين وشارك في عملية "كوندور"، التي تم من خلالها ارتكاب جرائم تتجاوز الحدود وتتجاوز المحيط، في أوروبا؛ بل وفي الولايات المتحدة نفسها، حيث قاموا بتفجير قنبلة في سيّارة أورلاندو ليتيليير، وزير خارجية سلفادور أليندي، وقُتلت إلى جانبه مواطنة أمريكية.

إنه ليبعث الغيظ أن نفكّر أو نعلم بأنهم قد اعتقلوا السيدة شيهان –لأنه تمت دعوتها من قبل نائب للحضور في الكونغرس-، وأقسم لكم أنني لا أعرف إن كانت ما تزال معتقلة في هذه اللحظة أم لا.

هذا السيد نيغروبونتي "مثُل أمام لجنة التجسس المختارة التابعة لمجلس الشيوخ إلى جانب رئيس السي آي إيه، بورتير غوس؛ ومدير الأف بي آي، روبير مويلر؛ وغيرهما من قادة التجسس التابعين لكل من البنتاغون ووزارة الخارجية.

كان لدى هتلر "الكتيبة الضاربة" (SA) والجيستابو، ولكنه لم يكن لديه كل ذلك العدد من الوكالات والوكالات الكبرى وكل تلك الخدمات التجسسية، أبداً! كان كافياً بما يمتلك أن يرتكب أعمال إبادة كبرى ولم يكن هو أكثر خطورة من أولئك الذين يتمتعون بعشرات الآلاف من الأسلحة النووية التكتيكية والإستراتيجية.

"أشار إلى أنها آخذة بالنشوء بعض الرّموز العامّية الراديكالية الجديدة في بلدان معينة، ترعى سياسات اقتصادية تحت سيطرة الدولة..." هل تراه قد سمع يوماً برنامج "آلو، حضرة الرئيس" وكل ما يجري الترويج له في فنزويلا، وخاصة منه المهمّات، وهي تعبير عن مشاركة فعلية من جانب الأشخاص في كل ما له علاقة بنشاطات البلاد وبحياتهم نفسها؟ "... وتبدي القليل جداً من الاحترام" –القليل جداً من الاحترام، اسمعوا جيداً أيها الشباب- "للمؤسسات الديمقراطية.

وقال نيغروبونتي أن انتصار إيفو موراليس في بوليفيا يعكس فقدان الجمهور للثقة بالأحزاب السياسية والمؤسسات التقليدية".

طبعاً، كيف لهم أن يواصلوا الثقة بالكلام بالحماقات والأوساخ التي يحكونها لهم في كل يوم، ويريدون جعلهم يصدّقونها بالقوة من خلال تقنيّات مدروسة، عبر تحويل أبناء البشر إلى أشخاص يتصرفون بموجب رد الفعل المنعكس، كالحيوانات التي تمثّل في عروض السيرك. هذا ما يفعلونه بالبليون دولار التي يتم إنفاقها سنوياً على الدعاية التجارية وليس على التعليم، على غرار ما بوسع بلدنا، على سبيل المثال، أن يفعل، وما يفعله اليوم: يوجد فيه يوماً بعد يوم مزيد من وسائل الاتصال، مزيد من أجهزة الاستقبال التلفزيوني، وأكثر من 60 بالمائة من مدة البث التلفزيوني مكرس للتعليم وبدون دعايات تجارية. ولهذا هو أمر سيئ جداً بالنسبة للإمبراطورية الحديث مع كوبا، مع الكوبيين.

حسناً، أعاود طلب المعذرة بسبب خروجي عن النص. لقد نكثت حتى بوعدي أن أكون وجيزاً.

هذه الجائزة الهامة التي نسلّمها اليوم لهوغو شافيز تأسست عام 1994 من قبل المجلس التنفيذي لمنظمة اليونيسكو باقتراح من أمينها العام، العالم والمثقف البارز فيديريكو مايور ثاراغوثا، كاستجابة لاقتراح من كوبا، في وقت لم يكن فيه أحد في بلدنا يعرف شافيز.

من أين كان لنا أن نتصوّر، كان علينا أن نكون منجّمين، أن نتمتّع بكرة بلّورية لنعرف بأن هذه الجائزة، وفي ما يشكل مجداً للذين اقترحوها وأيّدوها، سيتم منحها لهوغو شافيز (تصفيق).

هذا التقدير بالغ السمو يُمنح، حسب ما ينص القرار حرفياً، باسم "صاحب الفكر الثاقب والرجل الفاعل الذي شكّل أداة أساسية لتحرير كوبا والشخصية القمة في الأدب الأمريكي باللغة الإسبانية" –مارتيه-، "كطريقة لتشجيع ومكافأة أعمال على نحو خاص من الفضيلة يقوم بها أشخاص أو مؤسسات تساهم بشكل بارز، انسجاماً مع فكر وروح خوسيه مارتيه المجسّد في حب السيادة والنضال التحرري لأي بلد، في أي مكان من العالم، بوحدة وتكامل بلدان أمريكا اللاتينية والكاريبي وتقدمها الاجتماعي وفي صيانة هويتها وتقاليدها الثقافية وقيمها التاريخية".

طبعاً، لم يكن بالإمكان أبداً تسليم هذه الجائزة لشخص مثل بينوتشيه، لمن ارتكبوا مئات الآلاف من الجرائم وأعمال التعذيب بحق الشعوب في الأرجنتين، في غواتيمالا، في باراغواي؛ أو شنّوا حروباً قذرة كالحرب على نيكاراغوا، التي كلفت أرواح آلاف النيكاراغويين، أو في أماكن أخرى من هذه القارة، بمساعدة عملاء وجلادين تم تدريبهم في تلك المدارس التي روّجت لها الإمبريالية وحافظت عليها حكومات إكراه، بخبراء في التعذيب، ممن تعلّموا في الولايات المتحدة ممارسة الأعمال الوحشية المرتكبة بحق شعب فيتنام، حيث زهقوا أرواح أربعة ملايين شخص في حرب ظالمة وتسببوا في تعوّق ملايين الأشخاص أيضاً.

لن يكون هناك جوائز أبداً لهؤلاء، للمجرمين، لباعة الأوطان، للذين يخونون الملايين، مئات الملايين من الأشخاص في هذا الجزء من القارة ممن ليس لديهم العدد الكافي من الأطباء، ولا ما يكفي من المدارس، ولا ما يكفي من فرص العمل، ولا ما يكفي من المعلّمين، وحيث يفقد ملايين الأشخاص، على سبيل المثال، حاسّة البصر؛ فهم يضحون شبه كفيفين، ثم يفقدون لهذه الحاسّة كلياً في وقت لاحق.

كيف لهم أن يدعموا برامج أشخاصٍ مثل هوغو شافيز، أشخاص جعلوا من الرعاية الطبية لسبعة عشر مليون فنزويلي أمراً ممكناً، يا سيّد نيغروبونتي، ممن لم يكونوا يتلقون عناية طبية من أي نوع كانت، ولم يكن لديهم حتّى صيدلية، بينما يتلقى السبعة عشر مليون فنزويلي هؤلاء اليوم، ليس فقط العناية الطبية المجّانيّة، وإنما الأدوية أيضاً مجّانية تزوّدهم بها الحكومة البوليفاريّة.

إنها فضيلة عملية ثورية بحقّ روّجت للتحليل البصري ولتسليم العدسات مجاناً، وطب الأسنان، المجّاني أيضاً، وتطوِّر اليوم على نحو متسارع البرنامج الاجتماعي الأكثر كمالاً تم القيام به أبداً، وهذا ليس فقط في مجال التعليم، وإنما في ميدان الصحة، الذي سيتمتّع في أواسط عام 2006 بستمائة مركز تشخيص تكاملي، ومجمّعات طبيّة من الدرجة الأولى من حيث الجودة، وستمائة مركز للعلاج الطبيعي والإنعاش، تجد مصدر معدّاتها الكهروغناطيسية بين أفضل الشركات في العالم و35 مركز للتشخيص ذات تكنولوجيا متقدّمة، تم من بينها اقتناء أحدث المعدّات الموجودة. لا يتحدث قادة الإمبراطورية عن هذا، لأنه قليل عدد العيادات الخاصة في الولايات المتحدة الذي يتمتّع بمجموعة من أحدث المعدّات، كتلك التي تتمتع بها هذه المراكز.

ستمتد خدماتها لتشمل جميع قطاعات المجتمع الفنزويلي. هذا ما طلبه الرئيس الفنزويلي قبل أكثر من عام ونصف العام من الآن. ولهذا ارتفع العدد الإجمالي للمراكز المطلوبة من كوبا من 824 إلى 1235.

وأنا لا أبالغ في ذلك، فأنا أعرف تماماً بأن كل شيء في الولايات المتحدة يحكمه مبدأ الربح، وأن المعدّات المكلفة جداً لا تُستَخدَم إلا في معالجة عدد قليل من أصحاب الامتيازات. انطلاقاً من تجربتنا نفسها، أنا على ثقة بأن تلك المعدّات ستوفّر العناية في فنزويلا لثلاثين، أربعين، خمسين شخص يومياً.

لا يراودني أدنى شك بأن وطن بوليفار، على غرار كوبا وبسرعة أكبر بكثير من كوبا، سيتمتع بخدمات ممتازة ما زلنا نحن نكافح من أجل الوصول إليها، مع أننا نقترب كثيراً منها، لأن لدينا أكثر من سبعين ألف طبيب، من بينهم حوالي ستين ألف أخصائي يسيرون باتجاه اجتياز علوم الماجستير والدكتوراه بالعلوم، رأسمال بشري كالرأسمال الذي يريد شافيز تكوينه؛ أساتذة، أطباء، مهندسون، رجال متخرجون من مستوى التعليم العالي يصل بهم الأمر للتحول إلى حملة شهادات ماجستير ودكتوراه بالعلوم، إنه خَلْق رأسمال بشري لا ينفد كما يمكن للنيكل أو الألمنيوم أو المحروقات أو تنفد، وإنما يتضاعف، لأن هؤلاء الشبان القادمين من فنزويلا ومن بوليفيا الذين يلتحقون اليوم وهم مليئين بالحياة وبالأمل وبالإرادة بمراكز ستتمتع بجودة عالية، سيكونون على درجة أعلى بكثير من المعارف وسيكون عددهم قد تضاعف حين يستلمون شهاداتهم، وسيكون عددهم قد تضاعف من جديد بعدما يقومون بتنفيذ مهمة أو مهمتين أو المهمّات الأممية التي توكَل إليهم؛ سيكون عددهم قد تضاعف حين يحوزون على شهادة ماجستير أو دكتوراه، كما سيحصل عليها أطباؤنا بشكل واسع في مستقبل ليس ببعيد.

ليس هناك من شيء قابل للمقارنة برأسمال بشري، ويوماً ما ستعترف أجيال المستقبل للعملية البوليفارية بأمرين: الأول، وهو الأهم، تطويرها للرأسمال البشري الفنزويلي، مضاعفتها له، علماً منها بأنه لا ينفد أبداً؛ ودفاعها عن الموارد الطبيعية للبلاد، وإعلانها التكامل والتعاون في قارة أمريكية موحّدة، على نحو يمكن به ضمان وفرة الوقود لأكثر من 100 سنة، 200 سنة إذا ما تم توفيرها، وإلى حين ذلك كل التكنولوجيا اللازمة لخلق بدائل عن المحروقات الحالية، البدائل عن الغاز، وهي بدائل ستظهر، ولكن إذا حكمنا على الأمور من خلال الوتيرة التي يسير بها العالم، ستكون هذه البدائل حكراً على أكثرهم ثراء وتقدم، وذلك من أجل الاستغلال الأكبر لشعوب العالم الثالث، هذا إذا أمكن منع تمرّدنا ومنع استعدادنا للتضحية بآخر نفس للحؤول دون ذلك، من خلال نضالنا ليس فقط من أجل رفاهية مادّية عادلة، وإنما نضالنا من أجل البقاء! أنا على ثقة بأن الأمر سيكون كذلك (تصفيق وهتافات)

هذه الجائزة الدولية "خوسيه مارتيه" تم منحها للرئيس هوغو شافيز فريّاس باقتراح من ستة بلدان أمريكية لاتينية، وهي: بنما والبرازيل والأرجنتين وجمهورية الدومينيكان وكوبا. وتم التصويت على ذلك بالإجماع –أكرر، تم التصويت بالإجماع، أيها السادة رمسفيلد ونيغروبونتي- من قبل لجنة تحكيم مكوّنة من شخصيات عالمية لامعة، والذين اتفقوا في إبراز فضائله في النضال المخلِّص لشعوب "أمريكانا".

أراد الرئيس شافيز استلام هذه الجائزة في هافانا، المدينة التي تولّد فيها خوسيه مارتيه في الثامن والعشين من كانون الثاني/يناير 1853، قبل 153 سنة وستة أيام بالضبط من الآن. ما زال حديث العهد موعد الاحتفال بعيد مولده.

 يشاركنا اليوم في هذا الحفل ما فوق العادي 38 مثقف بارز من العالم أتوا لهذه الغاية خصيصاً، بينهم خمسة من الأعضاء السبعة لهيئة التحكيم المرموقة للجائزة الدولية "خوسيه مارتيه"، ولا يشعرون بالخجل لمنحهم هذه الجائزة لمن يستحقها بجدارة، كما هو حال الرئيس هوغو شافيز.

ويتواجد معنا أيضاً أكثر من مائة من الفنانين والكتاب والناشرين والمهنيين الهامين من عدة بلدان، ممن يشاركون في المعرض الدولي الخامس عشر للكتاب، المخصَّص هذه السنة وعلى نحو محقّ لتكريم جمهورية فنزويلا البوليفارية، حيث يزدهر التعليم والصحة والثقافة (تصفيق وهتافات).

من هم الذين يتواجدون في هذا الحفل بالذات؟

كرد ساحق ولا يُدحَض على مشينة الذين يريدون عالماً مليئاً بالأممين والجاهلين والجياع والمرضى والفقراء، من أجل إخضاعهم لأسى عملية نهب، يتواجد في هذه الساحة المجيدة:

·      3421 طالب فنزويلي من برنامج "تأهيل أطباء أمريكيين لاتينيين" الجديد (تصفيق وهتافات).

ارفعوا الرايات عالياً لكي يروكم في الولايات المتحدة، لكي يروا ما يفعله شافيز لدعم الشبان.

·      2592 من بوليفيا. ارفعوا أيديكم (تصفيق وهتافات).

·      477 من هندوراس. ارفعوا أيديكم (تصفيق وهتافات).

·      334 من تيمور الشرقية (تصفيق وهتافات).

·      200 من الإكوادور (تصفيق وهتافات).

·      59 من باراغواي، من الدورة الجديدة (تصفيق وهتافات).

·      50 من غواتيمالا، ولكن سرعان ما سيبلغ عددهم ألفين (تصفيق وهتافات).

ليصل عدد المجموع إلى 7133 في كوبا.

ويتواجد في هذا الحفل أيضاً:

·      2206 طالب من العلوم الأساسية لمقر المدرسة الأمريكية اللاتينية للطب في مدينة هافانا (تصفيق وهتافات).

·      200 من المدرسة الدولية للتربية البدنية والرياضة (تصفيق وهتافات). لاحِظوا ما هم عليه من قوّة.

·      1100 من برنامج تأهيل أطباء وفنيين ومهندسين كهرو-طبيين كوبيين للمهمات الأممية (تصفيق وهتافات). إنهم بعيدين جداً.

·      1224 طالب من دورة تأهيل العمال الاجتماعيين الفنزويليين (تصفيق وهتافات)، لاحِظوا، إنها غابة من الرايات.

·      4806 عمال اجتماعيين كوبيين شباب، يمثلون العمال الاجتماعيين الثمانية وعشرين ألفاً الذين تتكون منهم هذه القوة اليوم.

·      8000 طالب كوبي من جامعة العلوم المعلوماتية (هتافات)

·      600 مرشد فنون كوبي شباب أعضاء فرقة "خوسيه مارتيه" في مدينة هافانا.

·      850 عضو من الوفد الكوبي إلى المنتدى العالمي الرابع الذي تم إحياءه في كركاس (هتافات).

·      وفد يمثل عمال الإقامة الشفائية الذين يوفرون العناية بمرضى "عملية المعجزة".

·      أكثر من 43 ألف طالب كوبي من اتحاد طلبة التعليم المتوسط (هتافات) ومن اتحاد الطلبة الجامعيين (هتافات)، يمثلهم طلاب من مدارس مرشدي الفنون، والتعليم الفني والمهني، ومن المدرسة المهنية للعلوم الدقيقة "فلاديمير إيليتش لينين"، عمّال ناشئون لمرحلة التعليم الابتدائي، أساتذة عامين تكامليّين للمرحلة المتوسطة، ممرضون ناشئين، تكنولوجيو صحة، وطلاب من مختلف المراكز الجامعية في مدينة هافانا.

·      وفد يمثل الطلبة الكوبيين من مراكز الدراسات العسكرية.

·      42 ألف عامل من قطاعي البناء والسياحة، من مجموعتي شركات "سيميكس" (CIMEX) و"كوبالسي" (CUBALSE) –ممن يتواجدون في أنحاء هذه الساحة.

·      ممثلون عن مختلف المنظمات والمؤسسات ذات الصلة بدراسة أعمال خوسيه مارتيه (هتافات).

ممثلون عن هيئات ومؤسسات ومنظمات سياسية وجماهيرية.

125 ألف من أبناء وطننا قادمون من بلديات سينترو هافانا، سيرّو، هافانا فييخا، بوجيروس، دييس دي أوكتوبري، بلاجا، بلازا دي لا ريفولوسيون.

قبل أيام قليلة، ضربت كارثة طبيعية قاسية الشعب البوليفي المعذَّب، الذي حرره كل من بوليفار وسوكري. هرعت فنزويلا وكوبا لمساعدة هذا البلد الشقيق.

حالما وصل النبأ إلى وطننا، بعد نداء وجهه إيفو للأسرة الدولية، انطلقت طائرة كوبية من طراز إليوشن-62 (IL-62) وعلى متنها 15.7 أطنان من الأدوية، وبعد ذلك بساعات أقلعت طائرة أخرى من مطار رانشو بوجيروس وعلى متنها 14 أخصائي في مكافحة العواقب البشرية الناجمة عن الكوارث الطبيعية (تصفيق وهتافات)؛ فصيلة كاملة من فرقة "هنري ريف". وسيغادر إلى هذا البلد الشقيق كل ما يطلبه إيفو (هتافات).

وتستعد فنزويلا وكوبا أيضاً للشروع بحملة لمحو الأمية في بوليفيا حالما يوعز إيفو بذلك. وهي عملية محو أمية أوسع بكثير من كل الحملات السابقة، ذلك أنه سيتم محو الأمية بشكل متزامن باللغة الإسبانية وبلغة أيماراه أو كيتشو، حسب الحالة (هتافات). يتعلق الأمر بطريقة جديدة لمحو الأمية بشكل جماهيري واسع، إنه امتحان كبير، وأتصور أن بلداناً أخرى ستستفيد في المستقبل من كل هذه التجارب. وكلا البلدين، فنزويلا وكوبا، نتّحد في التعاون مع بوليفيا –كما في أمور كثيرة، ولكن ليس لإطلاق القنابل على أي بلد كان، ولا لاستخدام أساليب إرهابية، ولا لاستخدام القوة أو العنف؛ على العكس من ذلك تماماً، للقيام بتحرك أخوي وإنساني بشكل مطلق، كما عبّر الكاتب بوناسّو. لا نندم على ذلك، لا يندم شعبنا، إنما هو يشعر بالفخر؛ لن يندم أبداً الفنزويليون، وفي خضم العراقيل والصعاب والمخاطر التي لا نستخفّ بها، سيكون لدينا أملاً صادقاً بالسلام والسعادة بالنضال فعلاً من أجل عالم أفضل.

لا أود أن أطيل أكثر –هذا ما قالته نيتي، مع أنني بالغت بالإطالة، ولهذا أطلب المعذرة مرة أخرى. يكفي أن أضيف بأن أحداً أو شيئاً لن يتمكّن من منع شعوب أمريكا اللاتينية والكاريبي من الوصول إلى المستقبل المشرِق.

حتى النصر دائماً!

(تصفيق حاد)