الخطاب الذي ألقاه السكرتير الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي ورئيس مجلسي الدولة والوزراء، القائد العام فيدل كاسترو روز، بمناسبة الذكرى السابعة والأربعون لدخوله بينار ديل ريّو، في حفل تتويج عملية تركيب مجموعات التوليد الكهربائي في هذه المحافظة. بينار ديل ريّو، 17 كانون الثاني/يناير 2006، "عام ثورة الطاقة في كوبا"

 

يا أبناء وطننا الأعزّاء،

لن أحاول أن أشرح ما كانت عليه الحياة في محافظة بينار ديل ريّو. التسديد الإلزامي لبدل إيجار تبلغ قيمته ما نسبته أكثر من ثلاثين بالمائة من قيمة منتجات الفلاحين، مساحات شاسعة من الأراضي بأيدي عدد قليل من الملاكين، عدم استقرار في العمل، بطالة، استغلال للشعب بلا رحمة، أميّة، نسبة مرتفعة من الوفيّات بين الأطفال، غياب شبه كامل للعناية الطبية والتربوية، انعدام المياه والخدمات العامة الأساسية. وحتى اليوم الذي انتصرت فيه الثورة، كانت المحافظة تلقَّب بجارية كوبا.

في كل مرة آتي فيها في السابع عشر من كانون الثاني/يناير إلى هذه الأراضي الغربية من بلدنا لا يمكنني إلى أن أتذكر تلك الكلمات النابعة من الصميم التي ألقيتها في ذلك اليوم في كل من أرتيميسا وبينار ديل ريّو، قبل 47 سنة من اليوم. حالما وصلت إليها، قلت في خطابي الأول حرفياً:

"أعرف أن هناك أناس كثيرون معوزين، أعرف أن هناك مرضى كثيرون بلا مستشفيات، وأطفال كثيرون بلا مدارس، وعائلات كثيرة تعاني الجوع؛ ولكننا لن نحل مشكلة واحد أو اثنين، وإنما سنحلّ مشكلة الجميع.

لا أعدكم إلا بأن نفعل كل ما بوسعنا فعله، بأن نفعل أكثر مما نعد بفعله. ولن يكون ذلك بين ليلة وضحاياها، لن يكون ذلك فورياً.

ولهذا أقول لكم بأن تكونوا على ثقة، لهذا أقول لكل الذين يريدون شيئاً بأننا لن نحلّ مشكلات شخص واحد أو شخصين أو ثلاثة ولا أربعة، وإنما غاية الثورة هي حل مشكلة الجميع؛ لأنهم مئات الآلاف من الكوبيين المعوزين، وبحلّ مشكلة عشرة أو عشرين لا يتم حلّ شيء، وإنما بحلّ مشكلات مئات الآلاف من الكوبيين". وكان من الأفضل القول ملايين الكوبيين.

"إني أؤمن بالشعب الكوبي، أعرف بأن الثورة ستسير قدماً، وأعرف أن سيادة البلاد ستكون محل احترام، وأعرف بأن الأمر سيصل بكوبا لأن تكون بلد أحد الشعوب الأكثر تقدماً، الأكثر عدالة والأكثر هناء في العالم".

في ذلك الوقت كانت أرتيميسا، مسقط رأس العدد الأكبر من مقاتلي الهجوم على ثكنة "مونكادا" ومصدر أسمى تضحية بالحياة، تنتمي إدارياً لمحافظة بينار ديل ريّو. واليوم تنتمي إلى بينار ديل ريّو وهافانا وكوبا. وأتجرأ على القول بأن بينار ديل ريّو اليوم تنتمي للعالم أيضاً.

لا يمكنني لا أن أشعر بالدهشة عند إجراء مطالعة بسيطة لما ينبغي أن تعنيه بينار ديل ريّو بالنسبة للعالم بعد 47 سنة من الحصار الإمبريالي المجرم، والاعتداءات الغادرة، وغزو شاطئ خيرون [خليج الخنازير]، وآلاف الأعمال الإرهابية ضد شعبنا، وتشرذم الذين كانوا يوماً حلفائنا الاشتراكيون، واندثار الاتحاد السوفييتي وحلول الفترة الخاصة.

فلنستعرض بعض الأرقام لكي نبدأ بالأمور الأكثر بساطة:

نسبة البطالة الحالية في بينار ديل ريّو تصل إلى 1.1 بالمائة فقط، مما يعني في العالم فرص عمل للجميع.

يوجد 31 سدّ و65 سدّ صغير تختزن أكثر من ألف مليون متر مكعب من المياه، تم بناؤها جميعاً من قِبَل الثورة.

بنسب متفاوتة من الصعوبات، تصل إلى جميع البلدات والقرى تمديدات هذا العنصر الهام من عناصر الحياة.

إذا ما استثنينا الأماكن النائية والتي يصعب الوصول إليها، بالكاد توجد مساكن لا تصل إليها خطوط الكهرباء.

بلغت الوفيات بين الأطفال عام 2005 ما نسبته 5.4، وهي النسبة الأكثر انخفاضاً بين النسب المسجّلة في تاريخ المحافظة منذ انتصار الثورة. وهو مؤشر أفضل بكثير من الذي يسجَّل في عاصمة الولايات المتحدة.

المستوى التعليمي يتجاوز الصف التاسع. يوجد 44 ألفاً و591 خريج جامعي في محافظة لم يكن فيها قبل عام 1959 إلا 541 خريجاً، وكان بينهم 33 امرأة، أي أنه يوجد من الخريجين اليوم عدد يبلغ ثمانين ضعف ما كان عليه عدد خريجي العلوم العليا في ذلك الحين.

توجد حركة ثقافية قوية، وخاصة في الفن التشكيلي والأدب. وممارسة الرياضة الجماهيرية تزداد، بينما هو واسع تمثيل أبطالها الرياضيين في الفرق الوطنية والمباريات الدولية هو تمثيل واسع.

نظراً لمفاتنها الطبيعية، تشكّل بينار ديل ريّو مكاناً متميّزاً من الناحية السياحية، وخاصة بالنظر إلى جبالها وطرفها الواقع في أقصى الغرب.

تتمتع المحافظة باحتياطَين عالميَّين من المحيط الحيوي، وهما شبه جزيرة "غواناهاكابيبيس" وسلسلة جبال "إلروساريو"، بينما تم إعلان منطقة فينياليس إرثاً طبيعياً للبشرية.

في الحادي والعشرين من آب/أغسطس، وبحضور الرئيس هوغو شافيز، تم افتتاح "فيلا بوليفار"، التي أقيمت بالتعاون مع فنزويلا.

في برنامج "آلو حضرة الرئيس" التاريخي، الذي تم بثّه من ذلك المكان، عبّر أبناء بينار ديل ريّو عن حب كل الكوبيين العميق لهذا البلد الشقيق وعن إرادتهم في السير "بالخيار البوليفاري الخاص بالأمريكتين" حتى النصر النهائي.

إلى جانب العملية الاستثمارية، تم في بينار ديل ريّو الأخذ بتنفيذ برامج هامة في مجالات التعليم والصحة والثقافة والرياضة وغيرها من الحقول الاجتماعية، وذلك كجزء من "معركة الأفكار" التي يخوضها شعبنا ظافراً.

دورة الارتقاء التكاملي للشبان، التي بدأت عام 2001، تخرّج منها 4985 شخص، ومُنحت لهم جميعاً، أي بنسبة 100 بالمائة، اختصاصات جامعية. يبلغ عدد المسجَّلين حالياً 7158 في 37 مقراً.

دورة الارتقاء المخصصة لعمال وزارة السكّر، والتي بدأت عام 2002، تتمتع بـ 1748 طالب، موزَّعين على ثمانية مقارّ: اثنان في باهيّا هوندا، وخمسة في سان كريستوبال، وواحد في بالما، حيث تقع مصانع السكر التي كانت المحافظة تتمتع بها.

لقد تخرّج فيها 1087 عامل اجتماعي، منهم 794 من الإناث، ومن بين هذا المجموع 936 هم أعضاء في اتحاد الشبيبة الشيوعية. يبلغ عدد طلاب الدورة السابعة 454، يجري تأهيلهم في 138 دار للتعليم.

في دورة تأهيل الأساتذة العامّين التكامليين لمرحلة التعليم المتوسّط تخرج 1771 طالب. ويبلغ عدد المسجّلين في هذه الدورة حالياً 761.

لأبناء محافظة بينار ديل ريّو تمثيل في الجامعة الوطنية للعلوم المعلوماتية، وهي مؤسسة تحظى بشهرة عالمية متزايدة، وذلك بـ 687 طالب بارز من جميع البلديّات.

لقد تخرّج 534 مرشد فنون ممن التحقوا بفرقة "خوسيه مارتيه": 143 في الموسيقى، 177 في المسرح، و96 في الرقص. يبلغ عدد المسجَّلين حالياً 1357.

دورة تكنولوجيا الصحة في اختصاص قياس البصر وطب العيون، والتي بدأت عام 2004، يبلغ عدد طلابها 1524.

تمت إقامة 33 نادٍ للفيديو. يبلغ معدّل عدد الذين يرتادون إليها يومياً 5282 من الأطفال و4325 من الراشدين، أي ما مجموعه 9607 أشخاص.

تتمتع المحافظة بـِ 36 نادي شباب للكمبيوتر والإلكترونيك، وقصر واحد للكمبيوتر ونادي كومبيوتر متنقّل، تحتوي معاً على ما مجموعه 344 جهاز كمبيوتر. يبلغ عدد المسجّلين حالياً 6489 طالب. تخرج منها خلال السنوات الخمس الأخيرة 37 ألف و548 طالب.

يتمتع البرنامج السمعي البصريّ بـِ 6364 تلفاز و2526 جهاز فيديو تم تركيبها في 942 مدرسة؛ يعمل 163 منها بواسطة أطباق فوتوفولتيّة.

دورة التمهيد لعلم الكمبيوتر في مرحلة التعليم الابتدائي يتم القيام بها في المدارس الابتدائية الـ 689، ويبلغ عدد طلابها 66 ألف و719 وعدد أجهزة الكمبيوتر فيها 1540. نسبة عدد الطلاب مقابل أجهزة الكمبيوتر في المرحلة الابتدائية هي 43.3؛ وفي المرحلة المتوسّطة 36.7؛ وفي المرحلة الثانوية 23.1؛ وفي التعليم التقني-المهني 25.3.

دورة التأهيل التي يرعاها "المعهد الوطني للرياضة والتربية الترفيهية" منذ عام 2004، تخرّج منها حتى الآن 1172؛ بينما يصل عدد المسجّلين فيها حالياً إلى 640.

تعميم التعليم العالي سمح لهذه المرحلة التربوية بالوصول إلى جميع بلديات المحافظة، ليصل عدد مجمل المسجّلين فيها إلى 21 ألفاً و502 طالب. وفي الدورة العادية النهاية في الجامعات الأربعة يتلقى العلوم 5536، ليرتفع بذلك عدد المسجّلين في مرحلة التعليم العالي إلى 27 ألفاً و38 طالب، أي أكثر من ضعفي عدد طلاب المرحلة الثانويّة في جميع أنحاء البلاد قبل انتصار الثورة.

مع تنفيذ برنامج النشر "ليبيرتاد" تلقّى خريجو مختلف المراحل التعليميّة 122 ألفاً و253 نسخة من 15 كتاب مرجعي و22 ألفاً و418 كتاباً عن تاريخ كوبا.

يتلقى العلوم 339 طالب من المدرسة الأمريكية اللاتينية للطب قادمون من 44 بلداً في اختصاصات الطب العام والعلاج الفيزيائي والإنعاش.

كمحصّلة لبرامج الثورة ضمن "معركة الأفكار" تم خلال السنوات الأخيرة توفير 42 ألفاً و429 فرصة عمل جديدة.

ضمن برنامج تزويد نظام الصحة العامة بالمعلوماتية تم تركيب 315 جهاز كمبيوتر في مكتبات عامة ومراكز وراثية وفي بنوك الدم.

تم في أقسام العناية المكثفة على مستوى البلديات العناية بـِ 8796 مريض، بلغت نسبة الذين تعافوا منهم 97.9 بالمائة. عند المرضى الذين كانوا معرّضين لخطر الموت (6.023) بلغت نسبة النجاة 97.1 بالمائة.

تتوفر 12 خدمة في مجال طب الأسنان في مجمعات صحيّة، وتم تركيب 38 مجموعة أجهزة في هذا الحقل.

يوجد قيد الخدمة 14 مركز للنظارات الطبية منها 8 تم ترميمها في إطار البرنامج وأربعة جرى بناؤها حديثاً.

من الصيدليات الـ 132 الموجودة على مستوى تجمعات سكانية صغيرة، تم ترميم 106، وأقيمت 26 صيدلية جديدة. الصيدليات الأربعة عشر على مستوى البلديات مزوّدة بخدمات معلوماتية وهي مربوطة بالشبكة.

يوجد قيد الخدمة 35 مركز للتصوير بواسطة الأشعة.

من أربع خدمات ما فوق الصوتية لم تكن متوفّرة إلا في المستشفيات على مستوى المحافظة، أصبح لدينا اليوم 31 وفيها 43 جهازاً تغطي كلياً احتياجات المجمّعات الصحية والمستشفيات. تم تأهيل 56 أخصائياً و26 فنيّاً في الأشعة ما فوق الصوتية، وفّروا العناية لـ 33 ألفاً و523 مريضاً بقدرة تحليلية عالية في العناية ألأوليّة.

تم توسيع خدمات ناظور التجويف لتشمل خمسة مجمعات طبية. وستصل تدريجياً إلى كل المجمّعات بدون استثناء. لم تكن هذه الخدمات متوفّرة إلا على مستوى مستشفى المحافظة، وقد استفاد من هذا التوسيع 3121 مريض. تلقى شهادات بهذا الاختصاص 36 أخصّائي بالطب العام التكاملي و24 ممرض.

ارتفع عدد خدمات مختبر الحساسيّة من 5 إلى 8. تمت العناية بعشرة آلاف و933 مريض.

يوجد 14 خدمة للجراحة الصغرى: منها عشر في مجمّعات طبية وأربع في مستشفيات، وأجريت 13 ألفاً و293 عملية جراحية صغرى في المجمّعات الطبية (ما يزيد بألفين وأربعين عن عددها خلال عام 2004).

في صالات التأهيل الجديدة الخمس وعشرون الموزّعة في جميع أنحاء الباديات، يتم تقديم 12 خدمة تكامليّة، وتلقّى العناية فيها 167 ألف مريض.

استفاد 29 ألف مصاب بأمراض عيون و7985 بضعف البصر من هذا البرنامج الذي يوفّر 23 خدمة. يوجد 17 مقيم في طب العيون –أخصائيون مستقبلاً- (2 في السنة الثالثة، 15 في السنة الأولى). ويجري الآن إعداد الآلاف منهم.

استُحدثت خدمتان جديدتان لديلزة الدم في مستشفيي "كومندانتي بيناريس"، في سان كريستوبال، و"أوغوستو سيسار ساندينو". بالإضافة لذلك، تم توسيع الخدمة المتوفّرة في مستشفى "أبيل سانتاماريّا"، وتم زرع 23 كلية اصطناعية جديدة. يجري توفير عناية بارعة لمائة وثلاثين ألف مريض من جميع أنحاء المحافظة، وتقليص نسبة عدد المرضى مقابل الكلية الاصطناعية الواحدة من 9 إلى 5.2. تبلغ نسبة الوفيات 7.2 بالمائة مقابل 29 بالمائة قبل الشروع بتنفيذ البرنامج.

كجانب يعطي لإقامة المرضى المصابين بأمراض الكلى المزمنة طابعاً إنسانياً بشكل ملموس وبارز، تمت إقامة دارين لمرضى الكلي المزمنين.

أُنزل في قاعة العناية المكثّفة بمرضى القلب 1665 مريضاً؛ منهم 672 بنوبة حادة بعضلة القلب، بنسبة وفيّات بلغت 9.6 بالمائة. خلال الفترة الممتدة بين عامي 1995 و2000، كانت نسبة الوفيات نتيجة النوبة الحادّة لعضلة القلب تبلغ 17.8 بالمائة. بين المرضى الذين طُبِّق عليهم حلّ الجلطة بواسطة الإستريبتوكيناسا (estreptoquinasa) –وهو منتج كوبي طوّرته مراكزنا العلميّة-، بلغت نسبة الوفيات 6.6 بالمائة. ثلث الذين كانوا يموتون بسبب هذا المرض في نهايات عقد التسعينات.

يوجد 43 جهاز لتخطيط كهربائية القلب موزّعة على جميع أنحاء بلديات المحافظة.

تم تخصيص وتركيب جهاز لتصوير الثّدي، والعناية بواسطته بـِ 390 مريضة. كانت المحافظة تفتقد لهذه التقنية خلال السنوات السبع الأخيرة.

تم تخصيص جهاز للتردد المغناطيسي النووي لمستشفى "أبيل سانتا ماريّا". وقد أُنجز مشروعه، وهيئة البناء جاهزة لتنفيذ مشروعها المدني.

أنجز المشروع المدني ويتواجد قيد التركيب جهاز التكييف، من أجل وضع جهاز "إكسيمر ليزر" (Excimer Laser) لعمليات النظر.

تجري دراسة خمسة اختصاصات هامّة للخدمات الطبية، وهي: الطب، طب الأسنان، إجازة في التمريض، تكنولوجية الصحة، وعلم النفس، وذلك في خمسة فروع موزَّعة على بلديّات ساندينو، كونسولاسيون ديل سور، سان كريستوبال، وبينار ديل ريّو. وتفتح أبوابها في جميع البلديات المقرّات الجامعية، التي يبلغ عدد المسجَّلين فيها 7490 طالب –في مجال الطب، أو الصحة.

يوجد تسعة مجمّعات طبية جامعية في سبع بلديّات، وفيها 165 طالب للطّب –وهو برنامج جديد- و116 أستاذ موجِّه.

وكجزء من الارتقاء بالموارد البشريّة، تم إعطاء 2844 دورة حيث ارتقى بمعارفه 46 ألف و98 عامل من هذا القطاع في بينار ديل ريّو.

يتم العمل في ترميم 11 مدرسة في الريف مغلقة حالياً (بلدية ساندينو)، -فبسبب أعمار الشبان والفتية، يبلغ عدد الطلاب الذين يصلون إلى هذا المستوى نصف ما كان عليه في فترة معينة؛ وفي ساندينو وحدها كان يوجد 34 مدرسة من هذا النوع- سيتم تخصيص جزء منها لتأهيل أطباء أمريكيين لاتينيين. سيكون لدينا عشرين ألفاً في كوبا في نهايات السنة الحالية، حسب التقديرات. ويأخذ بالوصول في هذه الأيام 3479 شاب فنزويلي من حملة الشهادة الثانوية. ونأمل أن يصل عددهم إلى نحو عشرة آلاف هذه السنة، بالإضافة لعشرة آلاف أمريكي لاتيني آخرين، عدا عن الدارسين في المدرسة الأمريكية اللاتينية للطب.

مع وجود مطبعة "ديجيتال ريسّو" [Digital Risso] (منذ عام 2000) يتم تأمين برامج المطبوعات الإقليمية، وذلك بنشرها 170 كتاباً لـِ 198 مؤلّف يبلغ عدد نسخها 106 آلاف و959 نسخة.  في أي واحدة من البلديات يستطيع شاب ذو موهبة أن يكتب، ليس مضطراً للانتظار أربعين سنة أو بعد وفاته لكي تُنشَر أعماله.

جميع الإدارات البلدية للثقافة تتمتّع بأجهزة كمبيوتر سمحت لها حتى الآن بالاهتمام ببرامج النشر على صعيد المحافظة.

المهمّات الرئيسية التي نفذها العمال الاجتماعيّون في المحافظة ولها علاقة بإجراءات توفير الطاقة التي تقوم البلاد بتطبيقها:

التحرّي حول الأدوات الكهربائية المنزلية في بيوت بينار ديل ريّو. وجميع المواطنين يتعاونون طبعاً، لأنهم يعرفون الجدوى من هذه الثورة في الطاقة بالنسبة لكل أبناء الشعب. شارك فيها 985 عامل اجتماعي، وزاروا 208 آلاف و127 منزل.

التحرّي حول الأدوات الكهربائية المنزلية في مراكز العمل الـ 8120، شارك فيها 756 عامل اجتماعي.

استبدال لمبات متوهّجة بأخرى تبلغ قوتها 18 واط، شارك فيها 785 عامل اجتماعي، ممن قاموا باستبدال 610 آلاف لمبة متوهّجة بلمبات توفير مجاناً.

ندوات للتعليم على كيفيّة استخدام الطنجرة متعددة الوظائف واستخدام الكهرباء كمحروقات منزليّة؛ شارك فيها 625 عامل اجتماعي.

دراسة الخطّ الذي تسير فيه المحروقات بعد وصولها إلى شركة التبغ في كونسولاسيون ديل سور، وشارك فيها 16 عامل اجتماعي. زاروا 46 وحدة إنتاج، وتقابلوا مع 22 رئيس و846 فلاح، كما قاسوا استهلاك 92 محرك للرّي و39 جرّار و36 وسيلة لنقل الحمولات.

توزيع أدوات كهربائية منزليّة على العائلات (طناجر طهي أرز على العائلات التي كانت تستخدم الغاز السائل وتلك التي كانت تعتمد على الكاز؛ طناجر متعددة الوظائف، أعين كهربائية، سخّانات، وكذلك استبدال أجهزة التلفاز، في بلدية ساندينو، والمراوح في جميع الأماكن)، شارك فيها 2426 عامل اجتماعي و2342 طالب جامعي.

تنفيذ مهمّات حسّاسة بالنسبة للمواطنين، مثل العناية بحالات اجتماعية، بأطفال يعانون سوء التغذية وغيرها من المهمات التي أوكلت لهم منذ لحظة نشوء هذا البرنامج.

الانطلاق من هذه المحافظة لخوض العمال الاجتماعيين كفاحاً وطنياً ضد الإسراف وحرف وجهة الوقود وبيعها بطريقة غير مشروعة.

تنفيذ مهمة "تحدُّث مع الجرارات والشاحنات"، وكذلك متابعة خطوط سير صهاريج توزيع الوقود.

والعمال الاجتماعيون، وإلى جانب طلاب جامعيين لاحقاً، أمّنوا توزيع أو استبدال الأدوات التالية للعائلات –وكل الشعب يعرف الشروط التي يتم فيها فعل ذلك، ففي بعض الأحيان بنصف تكلفتها بالعملة الصعبة وبسعر الصرف الحالي، وفي بعض الحالات قيمة تلك الأداة الكهربائية المنزلية بالعملة الصعبة، حسب الحالة، شروط الاعتماد، إلى آخره، التي لن أتحدّث عنها الآن لأنها لا تتوفر لديّ خطّياً هنا-:

·        240 ألف و308 طناجر ضغط تقليدية –القديمة، وليس الكهربائية، ولكنها مفيدة جداً بالنسبة لتوفير الطاقة.

·        233 ألف و297 طنجرة لطهي الأرز

·        228 ألف و17 طنجرة ضغط كهربائية –وهي تلك التي يُطلِق عليها العامّة اسم "الملكة"، ذات الفعل السحري من حيث توفيرها للطاقة.

·        227 ألف و567 عين كهربائية

·        96 ألف و455 سخان ماء، وما زال هناك 137 ألفاً بانتظار التوزيع، والتي ستصل إلينا خلال الأيام المقبلة.

·        تم استبدال 43 ألفاً و532 مروحة و1757 تلفاز.

·        تم استبدال 85 ألفاً و986 جلدة لأبواب البرّادات و8380 ثيرموستات

·        تم استبدال 646 ألفاً و160 لمبة متوهّجة (627 ألف و593 في القطاع السكاني و18 ألفاً و567 في القطاع الحكومي). ويتم النظر في المواعيد الدقيقة ببعض الحالات التي يمكنها أن تكون قد بقيت عالقة، وخاصة في مساكن مغلقة.

بالإضافة لذلك، تم توزيع موادّ أخرى غير مستهلِكة تساهم في توفير الطاقة، مثل:

·        236 ألف و141 جلدة لطناجر الضغط

·        318 ألف و744 جلدة لغلايات القهوة

·        84 ألف و74 فيوز لطناجر الضغط

وتم جمع أدوات بدائية بحوزة المواطنين بالكميات التالية:

·        43 ألف و532 مروحة

·        8556 طنجرة بدائية

·        1192 عين كهربائية

·        4000 سخان ماء

·        تم في المحافظة جمع ما مجموعه 57 ألفاً و289 جهاز بدائي ملتهِم للطاقة الكهربائية.

في سبيل تعزيز هذه التجربة يتم تنفيذ مجموعة من التحركات، من بينها برنامج إنعاش وتحسين الخطوط الكهربائية، وهي مهمّة يعمل فيها حالياً 520 عامل كهرباء في ست بلديّات (منهم 290 من محافظات أخرى).

يتم القيام بعملية متابعة لمسيرة الطلب في كل ساعة من ساعات اليوم ومجموع الاستهلاك في نهاية كل يوم، الأمر الذي يُفسح في المجال أمام معرفة معطيات المحافظة بمجملها، مما يستوجب جمع المعلومات في بلديات بينار ديل ريّو وكونسولاسيون ديل سور وكانديلاريا. ويسمح هذا لكوادر القيادة السياسية بإدارة مسيرة الجدل في تلك الأماكن التي يوجد فيها استهلاك أكبر للطاقة.

يضحي أساسيّ في هذه المهمّة العمل المنتظم الذي تقوم به المنظمات الجماهيرية من منزل إلى منزل، وعمل الطلائع والوسائل الصحفية في تعليم المواطنين، سواء كان على قراءة العدّاد كما على بذل أكبر جهد للخروج عن الفترة ذات الطلب الأعلى على الطاقة من فترات اليوم.

ثورة الطاقة في بينار ديل ريّو والتحولات في النظام الكهربائي الوطني الكوبي.

الصعوبات الكبيرة التي واجهها نظام الطاقة الوطني عام 2004، وتم بحثها بالتفصيل في برنامج "المائدة المستديرة" في شهر أيلول/سبتمبر من ذلك العام وفي اجتماعات تالية، حملت البلاد، وبعد دراسة عميقة للوضع وانطلاقاً من التجارب في مواجهة أعاصير شديدة، على تطبيق مفاهيم جديدة لتطوير نظام كهربائي وطني أكثر فاعلية وأمان.

الإجراءات الرئيسية المتخذة لإصلاح النظام الكهربائي هي التالية:

·        اقتناء وتركيب معدّات توليد أكثر فاعلية وأمان بواسطة "مجموعات توليد كهربائي" ومحركات يتم وضعها بالشكل المناسب في نقاط مختلفة من البلاد.

·        تكثيف متسارع لبرنامج زيادة استخدام الغاز المرافِق للنفط الوطني في توليد الكهرباء عبر استخدام الدورة المركّبة.

·        الإنعاش الكامل لشبكات التوزيع القديمة وغير الفاعلة التي كانت تلحق الأذى من ناحية تكلفة التيار الكهربائي وجودته.

·        منح أولوية للموارد الدنيا اللازمة من أجل ضمان جاهزية أفضل لمعامل النظام الكهربائي والانتقال بها إلى وظيفة الاحتياط.

·        برنامج مكثَّف للبحث والتطوير في استخدام الطاقة الهوائية والشمسيّة في كوبا.

حتى الخامس عشر من كانون الثاني/يناير كان قد تم نصب 205 مجموعات توليد كهربائي ذات قدرة على توليد 253 ألف و500 كيلواط/ساعة.

تترتب على المفهوم الجديد لتوليد الكهرباء الفوائد التالية:

·        أحجام دنيا من استهلاك الوقود مقابل كل واط/ساعة يتم توليده: 210 غرام/واط كمعدّل من المازوت أو الفيول-أويل، حسب نوع المحرّك والغاية منه.

·        أحجام من القوة الكامنة للوحدة لا تتأثر قدرتها، في حال وجود عطل، بأثر بالغ من حيث عمل النظام الكهربائي وما يوفّره من طاقة.

·        توزيع جغرافي ملائم، الأمر الذي يساهم في حماية الخدمة الكهربائية والأهداف الاقتصادية والاجتماعية حيال الأعاصير والأعطال.

·        وفرة تفوق التسعين بالمائة وتزيد بكثير عن نسبة الستين بالمائة التي توفرها المعامل الكهروحرارية لنظامنا حالياً.

مع استخراج النفط تتولّد كميات كبيرة من الغاز. وفي السنوات الأخيرة بلغ حجم الغاز المستخدَم ما يعادل مليون طن من النفط؛ أي 25 بالمائة من الإنتاج السنوي الحالي للبلاد من الغاز.

·        التوليد الكهربائي باستخدام الغاز أصبح يبلغ 235 ألف كيلواط/ساعة. وتُخصَّص كمّيات أخرى من الغاز لطهي الأطعمة في جزء من مدينة هافانا ولإنتاج الكهرباء في اثنتين من وحدات معمل سانتا كروز ديل نورتي الكهروحراري، الذي تم إعداده لكي يحرق الغاز والخام في وقت واحد.

·        يدخل قريباً في الخدمة 90 ألف كيلواط كمحصّلة لهذه التكنولوجيا، وهناك قيد الدرس مشروع لإنتاج سبعين ألف كيلواط بواسطة توربينَي غاز جديدين ومعمل دورة مركّبة واحد سيعود بأكثر من 200 ألف كيلواط، ليصل المجموع إلى نحو نصف مليون كيلواط عبر هذا المصدر النظيف والرخيص للطاقة.

·        بدأت عملية إنعاش الشبكات بهدف تقليص الخسائر في التوزيع وهبوط قوة التيار.

وفي سبيل ضمان تنفيذ هذه البرامج استلزم الأمر إنتاج كابلات وأعمدة في البلاد، وكذلك المضاعفة ثلاث مرات من حجم إنتاج محوّلات التوزيع ليصل عددها إلى 15 ألف سنوياً.

في سبيل تنفيذ هذه الأعمال تم تفعيل فرق عمّال كهرباء في جميع أنحاء البلاد، وبشكل أساسي في محافظتي بينار ديل ريّو وأولغين. ويجري في هذه اللحظات شراء وسائل نقل ومعدات إضافية ضروريّة لضمان تنفيذها لمهمّاتها واستبدال المعدّات القديمة التي تُستَخدَم حالياً في هذه النشاطات، وهي معدّات ذات استهلاك مرتفع من الوقود.

يوجد في بلدنا مليونان و940 ألف كيلواط من القوة القائمة في معامل كهروحرارية، مضى على جزء كبير منها أكثر من 25 سنة من الاستغلال، ولديه قدرة على توفير ما معدّله 60 بالمائة، كما سبق وأشرت، وهو ذا استهلاك مرتفع من الوقود مقابل كل كيلواط/ساعة ينتجه.

هذا النظام الذي ذكرته من الوحدات الكهروحرارية سيتم استبداله تدريجياً بتوليد جديد بواسطة محرِّكات، بما فيها محرّكات الدّورة المركّبة، وتُخصَّص له الموارد الدنيا اللازمة للمحافظة على جاهزية الوحدات الأكثر فاعلية. وهناك وحدات أخرى سيتم المحافظة عليها وستكون جاهزة للعمل عندما يستلزم النظام الكهربائي ذلك، إلى حين الانتهاء من المرحلة الأولى من تحويل نظامنا الكهربائي الحالي.

كما هو معروف، الطاقة الهوائية هي مصادر الطاقة المتجدد الأكثر استخداماً في العالم خلال السنوات الأخيرة. كلفة تركيبها أصبحت ذات قدرة تنافسية بالنسبة للمصادر التقليدية للطاقة.

كخط استراتيجي لهذا التطور –الهوائي- سيتم إجراء تجارب على تكنولوجيات مختلفة، بما فيها تلك المصمَّمة لتحمّل الأعاصير المتكررة التي تضرب أراضينا.

لقد تم حتى الآن تحديد المناطق التالية من البلاد كمناطق ذات قدرة هوائية كامنة:

·        الطرف الغربي من بينار ديل ريّو.

·        جزيرة خوبينتود.

·        الساحل الشمالي من محافظة أولغين حتى محافظة فيجا كلارا.

·        شمال غرب الإقليم الشرقي من كوبا. وبينار ديل ريّو هي من بين الأماكن التي يتم دراستها، فقد أصبحت معروفة قوة الرياح التي تهبّ في رأس سان أنتونيو، وهناك تجربة يتم القيام بها هناك وفي أماكن أخرى.

يتم إجراء قياسات لسرعة الرياح على ارتفاع خمسين متراً في نقاط معيّنة من المناطق المختارة، الأمر الذي يسمح بالتحديد الدقيق للأمكنة الأنسب، ويتم القيام بخطوات من أجل التحقق قريباً من القدرات الكامنة من الطاقة الهوائية في كافة أنحاء البلاد.

من ناحية أخرى تعاقدت البلاد على شراء ما مجموعه 4158 مجموعة توليد كهرباء طارئة، تمثّل قدرة كامنة على إنتاج 711 ألفاً و811 كيلوات بعد تركيبها.

وحتى هذا الموعد، وصل إلى البلاد ما مجموعه 3003 مجموعة توليد كهربائي طارئ، تمثِّل 72.2 بالمائة من مجمل المجموعات التي تم التعاقد لشرائها. مجموعات التوليد الطارئ يمكنها أن تشتغل أيضاً بمجرد الإيعاز بذلك، فتحرر الطاقة التي تقوم باستهلاكها قبل إقلاعها؛ إذا كان هناك عجز يبلغ مائة ألف، وهناك مائة ألف قد تم تركيبه، فإنها تُقلع بالمائة ألف هذه في ساعة الطلب الأعلى. وهكذا فإن المائة ألف هذه موجودة هناك كاحتياط، ولكنها تقوم بمهمّة: في مستشفى، في مخازن مبرّدة، في أماكن يجري فيها حفظ المواد الغذائية، وحيث توجد صناعات أساسية لا يمكن انقطاع التيار عنها لثانية واحدة، وجميعها جديدة.

كجزء من المساعدة الطبية الكوبية لباكستان نتيجة الإعصار، أُرسِلت 54 مجموعة توليد كهربائي طارئ تمت إقامتها في مستشفيات ميدانيّة في ذلك البلد.

من بين المراكز والمؤسسات الأساسية التي يتم ضمان عملها عبر القوّة الكامنة التي تم تركيبها حتى يومنا هذا، تأتي التالية:

·        290 مجمّع طبّي

·        191 مستشفى

·        241 مؤسسة صحيّة أخرى، من بينها، 17 بنك للدم، نزل شفائي، مركزان لمعالجة التهاب شبكيّة العين الصبغيّة، 89 عيادة طب أسنان، 101 مأوى للعجزة، 17 مأوى للمعاقين الجسديين والعقليين، إلى آخره.

·        128 مركز تعليمي

·        89 مركز للاتصال الغرافي والإذاعي والتلفزيوني.

·        54 مرصد للأحوال الجوية، لا يمكنها أن تفقد التيار الكهربائي أبداً، حتى لو وقعت شجرة أو لم تقع على أسلاك نقل التيار؛ لا بد من وجود مولِّد كهربائي هناك، وإلا فإننا سنبقى بلا المعلومات التي نحن بأمسّ الحاجة إليها، عمّا يحدث في توركينو، في لا باخادا، في الإيسكامبراي أو في غران بييدرا.

·        51 منشأة سياحية

·        37 مركز لإنتاج المواد الغذائية وحفظها وصناعتها.

·        188 مركز للتزويد بالمياه (ضخ، إعادة ضخ، ومعامل تنقية جديدة). هناك بعض عمليات الضبط التي لا بد من القيام بها، فبعض المحركات كان ينقصها جهاز موازنة، كما هو هنا حال المحرّك الذي يزوِّد محطة "مانويل لازو" أو نقاط أخرى من بينار ديل ريّو، والبالغة قدرته 70 كيلواط ويحتاج لقوة كهربائية تبلغ 210 كيلواط لكي يقلع. مجموعة التوليد الكهربائية القائمة هناك تبلغ قيمتها حوالي أربعين ألف دولار، والموازِن الشهير تبلغ قيمته 1300 دولار. بهذا الموازِن، من شأن محطة "مانويل لازو" أن تتمتع بالكمية الأكثر من كافية عبر جهاز بقوة 35 كيلواط، ويمكننا أن نحيل المحرّك الموجود هناك وهو أقل قدرة إلى مكان آخر كمحرك للحالات الطارئة.

هناك إيعازات بتخصيص 500 موازِن لنظام التزويد بالمياه في البلاد، وسيكون لكل واحد منها محرّكه؛ ولكن يجب إعادة النظر فيها، فهناك أكثر من 100 محرك يضخ المياه، معظمها أصبح قديماً، ويلتهم الطاقة الكهربائية. ولهذا قلت لكم بأنه ما تزال هناك أمور كثير بانتظار القيام بها بعد.

يتم اليوم تنقية المياه لجعلها صالحة للشرب، وهناك أكثر من ذلك: كل الناس تقريباً يقومون بغليها، وكل هذا قد تمت دراسته ودراسة الحلول اللازمة له، إذ أن البلاد تستهلك ما بين 15 وعشرين بالمائة من الوقود المتوفرة لديها في غلي المياه من أجل الاستحمام وفي غلي مياه الشرب. هناك أمور كثيرة، ولكن ليس بالإمكان تناولها كلها هنا اليوم.

·        589 مخبز ومراكز أخرى ستتمتع بمحركات كهربائية، سينتهي أمر المازوت الذي يتم حرفه عن مساره في حوالي الألف مخبز الموجودة في البلاد. ما هي علاقة المازوت بالدقيق وبالخبز؟ لا بد من إيصال الكهرباء إليها.

·        22 في الصناعة الكيميائية الصيدلية. لا يمكن الإخفاق في ذلك.

ما زالت بانتظار التركيب 1934 مجموعة توليد كهربائي من ضمن البرنامج، وهذه هي محركات، لأن هناك مجموعات توليد أخرى هي عبارة عن عدة محرّكات، وتعادل بمجموعها –أي التي ما تزال بانتظار التركيب- قوة 569 ألفاً و274 كيلواط. ويتم القيام بجهد خاص في هذه اللحظة، وعلى الأخص في الأيام المقبلة، وكل المعنيّون بالأمر يتم حشدهم لذلك.

بعد جهود هائلة بُذلت في البناء والتركيب سمحت بتركيب 2281 مجموعة توليد كهربائي خلال ستة أشهر فقط –الصغرى بينها وصلت من قبل-، يتمثل الجهد الرئيس اليوم في الاستغلال الأقصى للقدرة القائمة من أجل الاستغلال الفاعل لكل كيلواط. المثال الذي ذكرته عن المضخة التي تزوِّد محطة "مانويل لازو" يفسّر ذلك بوضوح. يجب أن يوضع هناك المحرِّك اللازم، المحرك الكهربائي، الطارئ؛ والمضخة اللازمة، الموازِن اللازم، فتكلفته لا تكاد تُذكر بالمقارنة مع تكاليف معدّات أخرى.

يتم العرفان للجهد الخاص المبذول في عمل المحافظات والبلديّات التي تحمّلت مسؤولية كبيرة في القفزات المحرزة؛ ويستحقون إشارة خاصة الرفاق في محافظة بينار ديل ريّو. جميع الهيئات شاركت في هذا البرنامج.

لقد تمت إقامة النظام الجديد كلياً في منطقة بينار ديل ريّو. سأكتفي بالقول أن محافظة بينار ديل ريّو لن تشهد انقطاعاً للتيار الكهربائي بعد اليوم. من كان يتوقّع ذلك؟ فبغض النظر عن التزوّد من الشبكة الوطنية، هناك 164 ألف كيلواط/ساعة من القدرة التوليدية الجديدة للنظام تدعم الخدمة الكهربائية الإقليمية وتساند الخدمة الوطنية كلّما استدعى الأمر ذلك. يمكن للتيار أن ينقطع بفعل سقوط شجرة على شبكة التوزيع، أو تضرر محوّل لأي سبب كان، وهي حالات سيقلّ حدوثها يوماً بعد يوم، فعدد المحوّلات الجديدة سيأخذ بالازدياد، ويوماً بعد يوم سيقل عدد المشكلات في شبكة التوزيع، أو احتياج عمل كهربائي لقطع التيار، أو مرور إعصار يرغم على قطع الكهرباء، ففي حال بلوغ الرياح سرعة تزيد عن السبعين كيلومتراً يجب أن نكون على أهبة الاستعداد؛ لهذه الأسباب يمكن أن ينقطع التيار؛ ولكنه لن يكون بسبب فقدان التيار من النظام، وهو أمر كان حدوثه متكرراً خلال الآونة الأخيرة. في هذه الحالة، تتمتع العائلة بجهاز وباحتياط من الغاز السائل أو الكاز لطهي طعامها.

هل الأمر واضح؟ على غرار ما يتم فعله هنا في بينار ديل ريّو.

سرعان ما ستتمتّع محافظات هافانا وماتانزاس وأولغين بنفس هذه الشروط التي تتمتّع بها بينار ديل ريّو –مع أننا نعكف على تقديم موعد اتخاذ إجراءات ملائمة للمواطنين، انطلاقاً من الاحتياطات التي أصبحت متوفرة من الكهرباء، وسيكون هناك المزيد من الاحتياط كلّما أسرعنا أكثر في تركيب الوسائل المتوفرة بين أيدينا. حتى ما قبل إنجاز البرنامج، الذي سيمتد بلا نهاية نحو المستقبل، في موعد أقصاه... –اصغوا جيداً لما أقوم بتأكيده، إلا إذا أراد العدو القيام باستفزاز كبير أمام النجاح الباهر الذي يحققه وطننا في المجال الاقتصادي وفي كل المجالات- الأول من أيار/مايو من العام الحالي 2006، وهو عيد العمّال المجيد، حيث مائة بالمائة من العائلات الكوبية التي تصل إليها الكهرباء، والتي تشكل أكثر من 95 بالمائة من مجموع السكان، لن تكون موضع استهلاك كاز أو غاز سائل، إلا في الحالات الاستثنائية المشار إليها سالفاً. في الموعد المذكور نكون قد حققنا القدرة على توليد مليون كيلواط/ساعة في مجموعات التوليد الكهربائي المنسَّقة، ما يعادل إنتاج 3.3 معامل كهروحرارية كمعمل "أنتونيو غيتيراس"، من شأن كلفتها الإجمالية أن تبلغ حوالي 1700 مليون دولار على شكل استثمار، وتحتاج لما لا يقل عن ست سنوات لبنائها. يجب أن يضاف لهذه القدرة ما لا يقل عن مليون كيلوواط/ساعة متأتية عن إجراءات توفير الطاقة. وهكذا فإن البلاد ستتمتع بقدرة على إنتاج ما يزيد عمّا كان يتوفر لديها قبل ستة أشهر فقط بمليوني كيلواط/ساعة.

يمكن فهم ثورة الطاقة بشكل أفضل على النحو التالي: توفير مبالغ هائلة من العملة الصعبة على البلاد، وتحقيق الحصول على وقود نبيلة، آمنة وسليمة –وهو الوقود الكهربائي، والذي ستتمتع به كل تلك المنازل-، بلا لهب، ولا غاز ولا رائحة سيئة ولا طعم رديء، ومن غير حرف الموارد قبل وصولها إلى هدفها، وبلا سرقة ولا غش، وبلا أثقال يتم حملها على السلالم، من غير المتاعب الضغينة التي ينزلها في كل النواحي الانقطاع المتكرر والمفاجئ للتيار الكهربائي مع وجود مفهوم للتزويد الكهربائي مضى عليه الزمن.

بعد استكمال هذا البرنامج، الذي يجري العمل فيه بشكل متسارع، ستتمتّع البلاد سنوياً بألف مليون دولار على شكل توفير.

لقد رويت عليكم ذلك بحذر شديد. إنه أمر جرى الإمعان فيه جداً في الحقيقة. التفاصيل الفنية وكل واحدة من الخطوات التي يتم اتخاذها هي أكثر تعقيداً ودقة مما رويته، وذلك بسبب عامل الوقت وغير ذلك من الأسباب الجلية.

الثورة الهائلة التي تم القيام بها في بينار ديل ريّو في مجال الطاقة وأثرها الاجتماعي خلال مدة قصيرة جداً من الزمن ما كان لها أن تكون لو لم يقم الحزب وكوادره على مستوى المحافظة وعلى مستوى البلديات بدورهم تحت قيادة كارميتا –كما نسمّيها جميعاً تودداً-، السكرتيرة الأولى، وهي امرأة من بينار ديل ريّو، ابنة شعب هذه المحافظة العامل مائة بالمائة يدوياً وذهنياً. أستطيع أن أتكلم عن نشاطها لأنني كنت أتصل بها بشكل يومي تقريباً، وخاصة في المرحلة الأخيرة والحاسمة من المعركة، حين كانت تقود القوى السياسية والاجتماعية في محافظتها، وخاصة مواطني مدينة بينار ديل ريّو، وذلك بدعم المنظمات الجماهيرية وتعاون جميع هياكل الحكومة الإقليمية والوطنية.

كثيرا ما تساءلت كيف أمكن فعل كل ما تمّ فعله. فكارميتا لم تكن تقوم بعمل إداري صرف؛ إنما كانت تقوم بالقيادة وبالتنسيق، فتطلب المعلومات، وتحلّل بعمق كل تفصيل، وتُبلغ الهيئات الوطنية عن المعطيات المتوفّرة، والقفزات والمشكلات وتحليلها للوضع ووجهات نظرها؛ وكانت تنفّذ بالتزام ما تتلقاه من توجيهات، وترسم الإستراتيجية اللازمة للمحافظة، وهي واثقة بالنصر، وتنقل ثقتها وتفاؤلها إلى الآخرين. أسلوبها ومناهج عملها نفعت كمثال لباقي الكوادر. أمكن تبيان فاعلية الثورة والقيادة السياسيّة المجرّبة عند كوادر عدة أجيال وهي في أوجّ نشاطها وعطائها.

ذكّرني ذلك بالأيام المجيدة من المعارك التي تم خوضها داخل الوطن وخارجه: في السابق على يد الثوار من أجل استقلال كوبا؛ وبنضال الأمس ضد نظام باتيستا المستبدّ؛ واليوم في اعتداءات الإمبريالية العاجزة على كوبا؛ وذلك في عالم ترفض فيه الشعوب مواصلة كونها عبيدة الاستعمار والهيمنة والنهب الإمبراطورية.

وهنا، إلى جانب أبناء بينار ديل ريّو، يتواجد قادة وطنيون من المنظمات السياسية والجماهيرية، ومسؤولون رفيعون من الحكومة الوطنية، وبيننا القادة السياسيون والحكوميون لكل واحدة من محافظات البلاد، هناك حيث يتم ميدانياً خوض معركة كل الأمة في هذه اللحظة الحاسمة من تاريخنا. قواتنا المسلحة المجيدة ستشارك أيضاً في هذا المجهود العملاق. سيكون هناك خط فاصل ما بين الفترة السابقة والفترة اللاحقة لثورة الطاقة في كوبا، يمكن أن تنبثق عنها دروس مفيدة لشعبنا ولباقي شعوب العالم.

الوطن أو الموت!

سننتصر!

(تصفيق حاد)