تأملات للرفيق فيدل فيدل موجّهة لموقع "كوباديباتي" (CubaDebate)

اختبار ناريّ

بينما يستمتع شعبنا في الأول من أيار/مايو، عيد العمال، مبتهجاً في السنة التي سيحتفل فيها بمرور نصف قرن على انتصار الثورة وبالذكرى الستين لقيام اتحاد النقابات العمالية الكوبية، تفصل جمهورية بوليفيا الشقيقة، المنكبّة على حماية صحة وتعليم شعبها وضمان أمنه، أيام قليلة، وربما ساعات، عن التعرض لأحداث دراماتيكية.

في الوقت الذي ترد فيه من كل أنحاء العالم أنباء تقشعرّ لها الأبدان حول شح المواد الغذائية وتكلفتها وسعر الطاقة والتغيرات المناخية والتضخم، وهي مشكلات تظهر للمرة الأولى في ذات الوقت كمسائل حيوية؛ تحرص الإمبريالية على تقسيم بوليفيا وإخضاعها لمشقّة تُفقد الصواب وللجوع.

مع أبناء الطبقة الحاكمة في سانتا كروز في المقدمة، تتطلع أربعة أقاليم في ذلك البلد لإعلان استقلالها، وقد أعدّت، وبدعم من الإمبراطوريّة، برنامجها للمشاورات الشعبيّة، التي مهّدت وسائل الإعلام فيها الطريق وحضّرت رأي المصوّتين عبر كل نوع من الأوهام والخدع.

القوات المسلحة، واستناداً لوظائفها التاريخية في بلد موضع عدوان ومحروم من البحر وغيره من الموارد الحيويّة، لا ترغب بتفكك بوليفيا؛ ولكن الخطة اليانكيّة، التي تم إعدادها على نحو غادر، تتمثل في استخدام بعض القطاعات العسكرية اللاوطنية للتخلص من إيفو موراليس في سبيل الوحدة، وهو أمر من شأنه أن يكون مجرد شكل بلا جوهر حالما استولت الشركات متعددة الجنسيات على القطاعات الإنتاجية الأساسية. شعار الإمبريالية هو معاقبة إيفو والتخلّص منه.

إن هذه اللحظة هي لحظة رفع الأصوات وكشف الحقيقة.

بسبب عدم التحسب والتمعّن في العوامل التي كانت تسير باتجاه إحداث أزمة دولية عميقة، يبدو أن شعار "أنقِذ نفسك بنفسك!" قد أصبح الصيحة التي تُسمع في أنحاء كثيرة من العالم.

سيكون هذا الأمر بالنسبة لشعب وحكومات أمريكا اللاتينية اختباراً ناريّاً. وأي شيء يحدث في البلد الذي يقوم فيه أطبائنا ومعلّمينا الذي يؤدّون فيه عملهم النبيل والسلمي، سيكون كذلك أيضاً بالنسبة لهم. فهم، أمام المخاطر، لا يتركون مرضاهم وتلاميذهم.

فيدل كاسترو روز

30 نيسان/أبريل 2008

الساعة: 9:50 مساءً